شمس الدين المقدسي

أبو الفرج

عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي

والملقب بـ

شمس الدين

أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدسي المعروف باسم محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي أو المقدسي اختصارا، هو رحالة مسلم ولد في القدس سنة 336هـ، ونشأ بها وسط عائلة اشتهرت بالبناء وتشييد المعمار، واحترف التجارة فكثرت أسفاره حتى صار رحالة جغرافيا، وكانت أم المقدسي أعجمية تنتمي إلى أسرة كانت تسكن في قرية “بير” غربي خُراسان، يعتبر البعض أن "هذه القرابة أعانته على التنقل بين أرض وأرض، ونقلت إلى لسانه كلام الفرس، فزار أمصار العجم كلّها، وأكرم الناس مثواه، وفتح له إلمامه باللسان الفارسي قلوب العامة، وقصور الأمراء، وأقدره على مقارنة اللغات بعضها ببعض، وعلى تمييز جميلها من قبيحها". ولكن مع الأسف، لم يُبحر المؤرخون في ذكر نشأة شمس الدين المقدسي إلا في القليل من كتبهم، فقال الدكتور عبد الرحمن حميدة في كتابه “أعلام الجغرافيين العرب”: “تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وعرف شيئا من النحو وعلوم اللغة. ولما صلب عوده ارتحل إلى العراق، وهناك تفقه على مذهب أبي حنيفة، وخالط الفقهاء والعلماء والمتكلمين، ولزم دور الكتب وتصانيف العلماء”. ومن أهم الدوافع التي جعلته يهم إلى الترحال وتدوين رحلاته هو أنه رأى أن العالم الإسلامية حينئذ لم يستوفي حقه من الوصف من الناحية الجغرافية كوصف المفاوز والبحار والبحيرات والأنهار والمدن والأمصار والنبات والحيوان... الخ. ولذلك جرد نفسه لهذا وطاف أكثر البلاد الإسلامية. ومن أبرز مؤلفاته وهو المصنف الذي اشتهر به، هو كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، الذي قد انتقد فيه كتب السابقين، وقد تضمن كتابه كل فروع الجغرافيا المتعارف عليها الآن وذلك أثناء عرضه لأقاليم العالم الإسلامي المختلفة، فبدأ المقدسي رحلته من مدينة القدس إلى جزيرة العرب في بداية عام (356هـ/966م) بهدف الحج، ثم زار العراق وأقور والشام ومصر والمغرب وزار أقطار العجم وبدأها بإقليم المشرق ثم الديلم والرحاب والجبال وخوزستان وفارس وكرمان والسند حتى انه لقب بالواوي (نسبة إلى ابن آوى كثير التنقل والترحال) والبشاري وابن البناء وغيرها العديد من الألقاب. أورد أبو عبد الله المقدسي البشاري كثيراً من الوصوفات التي تتناول الحواضر التي قَصدها، ووصف الأمصار المشهورة، بأنظمتها الاقتصادية، والاجتماعية ومنازلها وطرقها، وصفا دقيقا بليغا فريدا. ويقال بأنه قد أنهى رحلته في عام 375هـ، وقد كان قد انتهى من تأليف كتابه في تلك المدة، وقد بلغ من العمر الأربعين. وكان في كتابته أصدق الرحالين ملاحظة، وأدقهم نظرا، وأحسنهم لموضوعه ترتيبا؛ وقد عمل كل حيلة والتحق بكل صناعة، وتحمل كل مشقة، وأنفق فوق عشرة آلاف درهم، وعرض نفسه لكل خطر في سبيل الحصول على المعرفة. كما جاءته فكرة «الخرائط» فعملها في كتابه، وأضاف لها الألوان لتميز البر عن البحر، والنهر والصحراء والغابات. توفي رحمه الله عام 380هـ، عن عمر يناهز الأربع والأربعين.

كتب المصنف في الموقع