هو شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي، ويطلق عليه ياقوت الحموي، أديب ومؤلف موسوعات وخطّاط من أصل رومي اشتغل بالعلم وأكثر من دراسة الأدب. ولد في الروم وقيل في اليونان عام 574هـ، ويلقب بالحموي نسبة لسيده الذي اشتراه عندما أُسر وبيع في بغداد. فترعرع ونشأ في بغداد، انتقل ياقوت كثيرا بين البلدان في صغره، وكان واليه التاجر (عسكر بن أبي نصر البغدادي الحموي)، وعامله عسكر معاملة الابن، وقد حفظ القرآن في مسجد متواضع هو المسجد الزيدي بدرب دينار الصغير على يد مقرئ جيد وتعلم القراءة والكتابة والحساب، وحين أتقن ياقوت القراءة والكتابة راح يتردد على مكتبة مسجد الزيدي يقرأ بها الكتب وكان إمام الجامع يشجعه ويعيره الكتب ليقرأها. سافر مع واليه عدة بلدان منذ صغره، وكانت أولى أسفاره إلى جزيرة قيس، في جنوب الخليج العربي، ثم إلى بلاد فارس وكافة أرجاء الشام والجزيرة العربية ومصر، وحين اطمأن عسكر لخبرته بالتجارة وكان ياقوت يسافر بمفرده وكان أثناء رحلاته يدوّن ملاحظاته الخاصة عن الأماكن والبلدان والمساجد والقصور والآثار القديمة والحديثة والحكايات والأساطير والغرائب والطرائف. في عام 597هـ، استقل ياقوت عن تجارة واليه، وأنشأ دكانا صغيرا في جانب الكرخ من بغداد ينسخ فيه الكتب لمن يقصده من طلاب العلم، وجعل جدران الدكان رفوفا يضع بها ما لديه من الكتب. كما كان شاعرا قديرا، وله ديوان قدير يحفظه الفقهاء والعلماء. عند الخامسة والعشرين من عمره، وكان قد تمكن من مختلف العلوم، وقد نمت خبرته الجغرافية، قرر معاودة السفر مرة أخرى، ورجع للعمل في بتجارة الكتب وعاد إلى حماة بلد نشأته، وزار نيسابور وتزوج هناك ومكث عامين وتزوج هناك، فعاود السفر والتجارة مرة أخرى بين مدائن خراسان، ومر بمدينة هراة وسرخس ومرو، وكانت مدينة جميلة، فقرر أن يمكث بها فهي مركز ثقافي هام، وكان ياقوت يختبر ما يسمعه من أخبار عن المدينة فقد سمع مثلا عن أهالي مرو أنهم بخلاء، ولكنه وجدهم ليّني الأخلاق، يؤثرون الاقتصاد والاعتدال ويكرهون الإسراف وفي مرو وضع عددا من الكتب، وبدأ في إنجاز مشروعه الكبير لتأليف معجم جغرافي يدون به أسماء البلدان ومما سمعه ورآه عنها محققا أسمائها ذاكرا لموقعها الدقيق مراعيا الدقة والتحقيق ذاكرا خطوط الطول والعرض وموضحا لتاريخها وحكاياتها وأخبارها، وهو: (معجم البلدان). ومن مؤلفاته أيضا: معجم البلدان، المقتضب في النسب، أنساب العرب، أخبار المتنبي. وقيل أن وفاته كانت في 623هـ، في حلب حيث كان قد استقر في حلب وسافر في البلدان وعاد مرة ثانية إلى حلب وتوفي هناك.