صبحي الصالح

صبحي إبراهيم الصالح

والملقب بـ

العلامة الشيخ الدكتور صبحي الصالح هو عالم وفقيه ومجتهد وأديب ولغوي، ويعد أحد أهم علماء الدين السنة اللبنانيين البارزين والمحدثين. ولد في طرابلس عام 1926م، ودرس الثانوية المدنية والشرعية في دار التربية في طرابلس، وفي السنة الأولى من دراسته الشرعية سنة 1938م رغب في ارتداء الزي الديني وبدأ يخطب أيام الجمعة في المساجد ولم يكد يبلغ الثانية عشرة من عمره. جمع الشيخ بين الثقافتين الشرعية والمدنية منذ انتسابه إلى كلية أصول الدين في الأزهر الشريف سنة 1943م وحصوله منها على كل من الشهادة العالية الإجازة سنة 1947م والشهادة العالمية سنة 1949م، ثم انتسابه إلى كلية الآداب في جامعة القاهرة سنة 1947م وحصوله منها على الليسانس في الأدب العربي سنة 1950م. وقد سافر الشيخ إلى باريس سنة 1950م ونال شهادة الدكتوراه سنة 1954م، وخلال الأعوام الأربعة التي قضاها في باريس أنشأ مع صديقه الباحث الإسلامي الدكتور محمد حميد الله الحيدر أبادي أول مركز إسلامي ثقافي في العالم. وظل يخطب في تلك المدة بعد صلاة الجمعة في جامع باريس ويشارك في تعليم اللغة العربية للأفارقة المسلمين ولا سيما أبناء الشمال الأفريقي ويحاضر في أندية العاصمة الفرنسية. وأمضى الشيخ في التدريس الجامعي اثنين وثلاثين عاما في بغداد أولا وفي دمشق ثانيا وأخيرا في بيروت منذ عين أستاذا في ملاك التعليم العالي، وفي جامعة بيروت العربية منذ تأسيسها حتى وفاته. وانتخب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية رئيسا لقسم اللغة العربية منذ 1975م ثم عين مديرا لكلية الآداب سنة 1977م وهو أستاذ ذو كرسي للإسلاميات وفقه اللغة في الكلية ذاتها. حاضر الشيخ بصفة أستاذا زائرا في كثير من الجامعات العربية منها: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، والكلية الزيتونية للشريعة، وكلية أصول الدين في الجامعة التونسية، وسمي مشرفا على رسائل الدكتوراه في الدراسات الحضارية واللغوية والإسلامية في جامعة ليون الثالثة بفرنسا، وفي جامعة باريس الثانية في أطروحات تتعلق بالشريعة الإسلامية. انتسب إلى الشيخ العديد من المجامع والأكاديميات: فهو عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعضو أكاديمية المملكة المغربية، وعضو المجمع العلمي العراقي في بغداد، وعضو لجنة الاشراف العليا على الموسوعة العربية الكبرى. وتولى الشيخ في حياته العديد من المناصب منها: رئيس المجلس الإسلامي الأعلى وهو أعلى سلطة إسلامية في لبنان، ورئيس اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري في لبنان، والأمين العام لرابطة علماء لبنان. نال الشيخ جائزة التفكير الاجتهادي في الإسلام التي كرمته بها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في عام1986م في نطاق الاحتفال باستقبال القرن الخامس عشر الهجري. وللشيخ العديد من المؤلفات منها: "مباحث في علوم القرآن"، و"مباحث في علوم الحديث"، و"النظم الإسلامية وتطورها"، و"الأمة ثم الدولة"، و"رد الإسلام على تحديات عصرنا" بالفرنسية، و"منهل الواردين" شرح رياض الصالحين، و"المؤسسات الإسلامية تكونها وتطورها"، و"الإسلام والمجتمع العصري"، و"فلسفة الفكر الديني بين الإسلام والمسيحي"، و"معالم الشريعة الإسلامية". تلقى الشيخ بعض التهديدات بسبب مواقفه السياسية التي تصدت للميليشيات ولدعمه للبنان موحد بجميع طوائفه، واغتيل صباح 7 أكتوبر 1986م، عليه رحمة الله.

كتب المصنف في الموقع