هذا الكتاب النفيس من تأليف ابن قيم الجوزية الإمام المعروف وهو فقيه ومحدث ومفسر ومجتهد وأحد أبرز أئمة المذهب الحنبلي في النصف الأول من القرن الثامن الهجري. وأصل هذا الكتاب جزء من كتاب (إعلام الموقعين) جاء استطرادا عند شرح وصية عمر بن الخطاب في القضاء، وقد أفرد بالنشر وطبع مستقلا باسم أمثال القرآن. وقد طبعه سعيد نمر الخطيب فقدم له بدراسة عن الأمثال وتعريفها ومصادرها، وترجم لابن القيم ترجمة مطولة، ثم أورد كلام ابن القيم، وهو كلام قيم مفرق عن بعض الأمثال في القرآن الكريم، وليس مستوعباً لكل الأمثال في القرآن حيث جاء كلامه عن أمثال القرآن استطرادا. والمحقق الشيخ سعيد محمد نمر الخطيب، عالم فلسطيني جليل، وقد اعتمد في تحقيقه على ثلاث مخطوطات، وعمل في تحقيقه على أمور، منها ضبط الآيات، وتخريج الأحاديث والأعلام، كما قام بإعطاء فكرة موسعة عن الأمثال. والكتاب يتحدث عن الأمثال في كتاب الله تعالى وشرحها بالتفصيل؛ المثل والممثل به. كما قال ابن القيم موضحا: "ضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره في صورة المحسوس بحيث يكون نسبته للعقل كنسبة المحسوس إلى الحس. وقد تأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر على المدح والذم وعلى الثواب والعقاب وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره وعلى تحقيق أمر وإبطال أمر والله أعلم". فشمل هذا الكتاب الكثير من الأمثال في القرآن الكريم، وقام ابن القيم بتفصيلها وتقريبها للقراء على نحو أعمق من كتب التفسير. ويقع الكتاب في أربعة أبواب وفقا لتقسيم المحقق؛ الباب الأول والثاني للتعريف بالأمثال، والباب الثالث للتعريف بابن القيم، ثم يأتي الباب الرابع في تسعة عشر فصلا، تحتوي على أمثال كثيرة من القرآن الكريم، مقسمة حسب الموضوعات واتصالها. وهذا الكتاب من الكتب القليلة التي تعتني بهذا الجانب من تدبر كتاب الله عز وجل. وفيه بيان الأمثال القرآنية وتفصيلها وتوضيح أوجه الشبه فيها التي قد لا ندركها من ظاهر النص. والمذكور في الكتاب هو عدد يسير من الأمثال التي ذكرت في القرآن، وليست كلها. والنسخة المحققة قد نجد فيها بعض الأخطاء الإملائية، والإطناب والزيادة في التعريف والتمهيد في البداية. وفي طبعة إعلام الموقعين المحققة بتحقيق الشيخ مشهور حسن سلميان أجاد محققها في خدمة نص هذا الجزء من الكتاب.