العقيدة الواسطية
ابن تيمية
العقيدة الواسطية
نبذة عن الكتاب

هذا المتن هو رسالة ألفها الإمام ابن تيمية استجابة لطلب وإلحاح من أحد قضاة بلدة واسط في العراق وهو رضي الدين الواسطي؛ أن يؤلف له عقيدة تكون عمدة له ولأهل بيته، بعد أن شكى له ما عم من جهل ودروس للعلم، وأسماها ابن تيمية "العقيدة الواسطية: اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة"، حيث ضمنها اعتقاد السلف الصالح جميعهم، وبعد سبع سنين من كتابتها وانتشارها في الآفاق، تحدى خصومه - الذين وشوا به إلى السلطان في مصر وزعموا أنه يدعوا الناس إلى غير عقيدة السلف - وأمهلهم ثلاث سنين أن يأتوا بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة الفاضلة يخالف ما في هذه العقيدة المباركة. ولما لهذه العقيدة من أهمية بالغة فقد تناولها جمع من العلماء المعاصرين بالشرح والتعليق بين موسع ومختصر، ولعل من أشهرها شرح السعدي ومحمد خليل هراس وعبد العزيز السلمان وكذا ابن عثيمين، بل قد نظمها عبد العزيز النجدي حتى يسهل حفظها.وقد اجتهد المحقق في تقسيم كلام ابن تيمية في هذه العقيدة إلى مقدمة وستة أبواب وخاتمة - ولا تخلو من تكلف.ابتدأها ابن تيمية بالحديث عن أركان الإيمان الستة، مبتدئا بالحديث عن صفات الله وما ينبغي على المؤمن أن يعتقده تجاهها، وسرد جما غفيرا من الأدلة المتتالية من القرآن والسنة ربت على المائة. ثم أوضح مذهب أهل السنة في تناولهم لهذا الموضوع خلافا للفرق الضالة المبتدعة. ثم تناول كون القرآن هو كلام الله غير مخلوق وأنه من الإيمان بالله وكتبه، ثم الإيمان برؤية الله يوم القيامة.وبعد ذلك تناول الإيمان باليوم الآخر وأورد من الأدلة ما يكون بعد الموت حتى أهوال القيامة ودخول الجنة والنار وما يكون من شفاعة النبي ﷺ يومئذ. وأعقب ذلك بالركن السادس وهو الإيمان بالقدر، وذكر درجتيه ("العلم والكتابة" و"المشيئة والقدرة").ثم انتقل للحديث عن أهم أصول أهل السنة والجماعة، والتي تميزهم عن فرق الضلالة، مثل حقيقة الإيمان وقولهم في مرتكبي الكبائر، وكذا اعتقادهم في الصحب الكرام وأهل بدر والعشرة المبشرين بالجنة والخلفاء وآل البيت، ثم عقب ذلك بالحديث عن كرامات الأولياء.وختم هذه العقيدة المباركة بذكر جملة من صفات أهل السنة والجماعة ومنهجهم، وذكر أن طريقتهم هي دين الإسلام وأن أهلها هم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة. ويتميز منهج ابن تيمية في هذه الرسالة - كما هو شأنه دائما – بكثرة الاستدلال من الكتاب والسنة، وتحري الدقة البالغة في اختيار الألفاظ بما يتوافق معهما، إضافة إلى أسلوبه المحكم المختصر الذي يسهل على الكل فهمه وحفظه، فموضوعات العقيدة لازمة لكل مسلم، مع التنبيه المختصر على المخالفين لأهل السنة، ليجلي أهمية ما ذكره من اعتقاد في مسألة معينة، وليتبين المسلم ما امتاز به أهل السنة والجماعة عن غيرهم من الفرق.ولا شك أن المحقق قد بذل جهدا مشكورا في خدمة المتن من حيث ضبط النص ومقابلته على النسخ الخطية، إلى تقسيم الكلام وتنسيقه ووضع عناوين فرعية بل وعناوين للفقرات، بصورة تعين على الاستذكار والحفظ، إلا أن كثرتها والتحكم في تقسيم الكلام المتصل، قد يقلل من الاستفادة من استرسال القارئ مع كلام ابن تيمية - رحمه الله - وأسلوبه الرباني المعهود، ويضفي شيئا من الأكاديمية الزائدة على متن مختصر أُلف ليكون نبراسا لعموم المسلمين لا سيما في أزمنة انتشار الجهل والظلم. ومن الجهد المشكور أيضا للمحقق أنه أتى بكثير من الإيضاحات للمتن من شرح ابن تيمية نفسه له في مناظرته حول الواسطية. وقد صدر المحقق الكتاب بدراسة مختصرة عن العقيدة الواسطية، وهي جد نافعة، وختمه بفهارس للآيات والأحاديث وكذا الأعلام والموضوعات والفرق.