هو أحد أبرز علماء المسلمين الربانيين المجددين في القرن السابع الهجري، أخذ العلم من أكثر من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة. واجه ابن تيمية السجن والاعتقال عدة مرات بسبب ثباته على الحق الموافق للكتاب والسنة وهدي السلف الصالح. عاصر ابن تيمية غزوات المغول على الشام، وقد كان له دور في التصدي لهم، واشترك بنفسه في القتال في "معركة شقحب" التي انتهت بانتصار المماليك على التتار، وقد أشيع في ذلك الوقت حكم قتال التتار حيث أنهم يظهرون الإسلام، فأفتى ابن تيمية بوجوب قتالهم، وأنهم من الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام. وخرج ابن تيمية أيضاً مع نائب السلطنة في دمشق في سنة 699هـ / 1299م وفي سنة 704هـ / 1305م وفي سنة 705هـ / 1305م لقتال أهل "كسروان" و"بلاد الجرد" من الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وقد ذكر في رسالة للسُلطان أن سبب ذلك هو تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار. ولا يكاد يختلف اثنان على لسان الذكر الذي حباه الله هذا الإمام الجليل، فقد اقترن اسمه دوما بقوة الحجة والبيان وعمق الاستدلال، إضافة على ما تميز به من كشف عوار المذاهب الباطلة ونقضها لبنة لبنة، بالأدلة النقلية والعقلية بل وبمقتضيات ولوازم مذهب المخالف نفسه.