يعد الكتاب مختصرا لكتاب: «ترجمان القرآن» للمؤلف نفسه والذي توسع فيه في ذكر الأحاديث ما بين مرفوع وموقوف مسندة حتى بلغت بضعة عشر ألف حديث. اختصره المصنف بهدف التيسير إذ إنه رأى قصور أكثر الهمم عن تحصيله و رغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الاسناد و تطويله، فاستبعد العنعنات المطولة والأسانيد المسلسلة، وذكر فيه ما أثر عن النبي والصحابة والتابعين من تفسير، مقتصرا فيه على متون الأحاديث مصدرا كل ما ينقله بالعزو والتخريج إلى كل كتاب رجع إليه. وقد جمع فيه السيوطي ما ورد عن الصحابة والتابعين في تفسير الآيات، وضمنه ما ورد فيها من الأحاديث المخرجة من كتب الصحاح والسنن وبقية كتب الحديث، مقتصرا على متن الحديث. ويتميز هذا التفسير بالاقتصار على التفسير بالمأثور دون التخليط بالرأي والكلام. وقد نقل السيوطي في تفسيره الروايات المختلفة في القراءات المتعددة للآية الواحدة كما وردت عن الصحابة وأشهر المقرئين، وأضاف إلى ذلك شذرات لغوية متفرقة نثرها بين تضاعيف الكتاب مما لم يكن شائعا في الجزيرة العربية، فأثبت عربيتها من خلال شعر الشعراء ردا على من شك في معرفة العرب لهذه الألفاظ. ويؤخذ على الكتاب أن السيوطي سرد فيه الروايات عن السلف في التفسير، ولم يعقب عليها، ولم يرجح بين الأقوال، ولم يتحر الصحة فيما جمع في هذا التفسير، ولم يبين الصحيح من الضعيف. وتجدر الإشارة إلى ان الدر المنثور لم يستطع –مع شهرته الكبيرة- ان يأخذ الصدارة كمصدر تفسيري حديثي قديم ولم يستطع تخطي كتاب " جامع البيان في تفسير القرآن" لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (310هـ) الذي امتاز بقدمه و جامعيته. ولعل شهرة تفسير السيوطي نتجت بسبب سهولة الوصول إليه وتوفره لدى الباحثين و المحققين ولكونه تفسيرا بالمأثور محضا يسهل على الباحثين الرجوع الى الروايات الواردة خلافا لتفسير الطبري الذي يصنف على انه تفسير روائي اجتهادي، مما يحتاج الى بذل الكثير من الوقت للوصول الى الروايات التي يروم الباحثون الوصول إليها الامر الذي جعل الباحثين يفضلون الرجوع الى الدر المنثور دون جامع البيان في البحث عن الروايات.