أحد كتب الفقه الحنبلي، ألفه الفقيه الحنبلي شمس الدين محمد بن مفلح. وهو يعد من أفضل الكتب التي دوَّنَت أقوال العلماء في كثير من المسائل التي يتعرض لها الناس. قال فيه ابن بدران: "قال في كشف الظنون: أجاد فيه وأحسن على مذهبه"، وقال فيه ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة: "صنف الفروع في مجلدين أجاد فيهما إلى الغاية، وأورد فيه من الفروع الغريبة ما بَهَرَ به العلماء". والإمام يسرد المسائل على حسب الكتب والأبواب الفقهية بأسلوب سهل ورصين، ويتميز كتابه بأنه لم يهمل أقوال المذاهب الفقهية وخلافهم مع المذهب الحنبلي، بل يتعرض لها بنزاهة وأدب عال. تضمن الكتاب كتبا فقهية وزعت على اثني عشر مجلدا في هذه الطبعة على النحو التالي: المجلد الأول ويحتوي على كتاب الطهارة والصلاة، والمجلد الثاني يتابع كتاب الصلاة، والمجلد الثالث يستكمل كتاب الصلاة أيضا وبعض من كتاب الزكاة، والمجلد الرابع يتابع كتاب الزكاة و جزءا من الصيام، والمجلد الخامس يتابع كتاب الصوم ويحتوي على كتاب المناسك، والمجلد السادس يحتوي يتابع كتاب الحج ويحتوي على جزء من كتاب البيع، والمجلد السابع يتابع كتاب البيع ويحتوي على كتاب الشركة، والمجلد الثامن يتناول كتاب الفرائض والعتق، والمجلد التاسع فيه كتاب الطلاق والعدد، والمجلد العاشر كتاب الديات والحدود والجهاد والأطعمة والصيد وجزء من الأيمان، والمجلد الحادي عشر يتابع كتاب الأيمان ويحتوي على كتاب القضاء والشهادات والإقرار، أما المجلد الثاني عشر فهو مخصص للفهارس العامة. وقد أوضح ابن مفلح في مقدمته منهجه في الكتاب، متمثلا في: التجرد عن الدليل والتعليل: وعلل ذلك لتسهيل الحفظ والفهم على الراغب. مع جمع أقوال المَذْهَبِ المختلفة في المسائل المطروحة، وكان يقدم الراجح منها، وإن اختلف الترجيح في تلك الروايات، كان يطلق الخلاف. ثم إنه استخدم الرموز للتعبير عن مسائل الإجماع، وعن خلاف ووفاق الأئمة الثلاثة. فكتب: "فعلامة ما أجمع عليه (ع) وما وافقنا عليه الأئمة الثلاثة [رحمهم الله تعالى] أو كان الأصح في مذهبهم (و) وخلافهم (خ) وعلامة خلاف أبي حنيفة (هـ) ومالك (م) فإن كان لأحدهما روايتان فبعد علامته (ر) وللشافعي (ش) ولقوليه (ق) وعلامة وفاق أحدهم ذلك ، وقبله (و)." وفي حال إمكانية الجمع بين رأيين في المذهب كان يجمعهما، ولو كان بحمل العام على الخاص، فإن لم يستطع جمع قولين مختلفين في مسألة يختار الأحدث منهما، فتكون ناسخة للأقدم، فإن لم يستطع جمع قولين مختلفين في مسألة، ولم يستطيع تحديد أقدمها، يقدم الأقرب إلى الأدلة. ومن أهم ميزات الكتاب أنه جمع الأقوال والروايات في المذهب، ثم إن مؤلفه أشار فيه إلى نقاط الاتفاق والخلاف مع باقي أئمة المذاهب الثلاثة الأخرى. وقد كُتب عليه العديد من الكتب؛ منها: كتاب "المقصد المنجح لفروع ابن مفلح" وهو شرح كتبه أحمد بن أبي بكر بن العماد الحموي المعروف بابن الرسام. وكتاب "نهاية الحكم المشروع في تصحيح الفروع" وهو تصحيح للخلاف، ألفه يوسف محمد المرداوي الحنبلي. كما أُلف على الكتاب الكثير لأهميته ولاعتناء العلماء به، فمما أُلف عليه: حواشي إسماعيل البعلي، وجلال الدين نصر الله البغدادي، والمحب أحمد بن نصر الله البغدادي المصري، وتقي الدين ابن قُنْدس البعلي: وحاشيته أشهر حواشي الفروع وأغناها، وقد جرَّدها في مجلد ضخم تلميذه أبو بكر الجُرّاعي (ت: ٨٨٣ه). قال عنها ابن بدران: "بها من التحقيق والفوائد ما بدون في غيرها ". كما كُتبت تصحيحات واستداراكات على الكتاب لجمال الدين أبو المحاسن يوسف بن ماجد المرداوي في "النهاية في تصحيح الفروع "، وابن مُغْلِي علي بن محمود السَّلْمَاني في كتاب بعنوان "المستدرك على الفروع"، وعلاء الدين المرداوي في "تصحيح الفروع".