الإبانة عن أصول الديانة
أبو الحسن الأشعري
الإبانة عن أصول الديانة
نبذة عن الكتاب

هو من أهم كتب الأشعري، وأكثرها إثارة للجدل؛ لأنَّه يحوي جوانب من العقيدة تخالف ما عليه متأخرو الأشعرية، خاصة في مسائل الصفات الخبرية والعلو والاستواء. وكان الهدف من الكتاب أراد -كما يظهر من عنوانه- تقرير أصول الدين، والإبانة والكشف عنها. ونسبة الكتاب إلى الأشعري مشهورة، ففضلًا عن النُّسخ الخطية التي تَنسِب هذا الكتاب إليه، فإنَّ جمهرةً من جِلَّة العلماء نسبوه إليه، وفيهم من دافع عن الأشعريَّة - في المحن التي مرُّوا بها- من خلال بيان صحة اعتقاد الأشعريِّ الذي ينتسبون إليه، وذلك بالنقل من هذا الكتاب مما يوافق مذهب أهل السنة، ومن هؤلاء العلماء: البيهقي، والصابوني، وابن عساكر، ونصر المقدسي، وأبو بكر، السمعاني، وابن تيمية وابن القيم، حتى الأهوازي الذى ألف في مثالب الأشعري وردَّ عليه ابن عساكر لم ينكر نسبة "الإبانة" الى الأشعري، بل قال: "إن الحنابلة لم يقبلوا من الأشعري ما أظهره في الإبانة"، وهذا دليل على أنه يقرُّ بأنه له. ولابن تيمية كلام مهم حول هذا الموضوع؛ فإنَّه قال: "هذا الكتاب ونحوه صنَّفه ببغداد في آخر عمره لما زاد استبصاره في السنة، ولعله لم يفصح في بعض الكتب القديمة بما أفصح به فيه وفي أمثاله، وإن كان لم ينف فيها ما ذكره هناك في الكتب المتأخرة، ففرق بين عدم القول وبين القول بالعدم...". وقال عنه أبو القاسم القشيري (ت465هـ): "اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري كان إماما من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم في أصول الدين على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيع والبدع وكان على المعتزلة والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفا مسلولا، ومن طعن فيه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة". ولعل هذا يعين على فهم تجاهل بعض الأشاعرة لهذا الكتاب الذى يعتبر من الكتب التي ترد على نفاة العلو والاستواء من الأشعرية المنتسبين إلى مؤلفه. وقد تميز أسلوب المؤلف في استدلالاته بجمعه بين المنقول والمعقول، فكان يورد شبه أهل الباطل على شكل مناظرات كلامية، ثم يرد عليها، فالكتاب يعد ردا على أصول الفرق من الجهمية والمعتزلة والقدرية والخوارج والرافضة. ومن ثم كان منهجه أن استخدم طريقة الحوار والمناقشة، فصار كأنه يناقش شخصا أمامه، ويسأل سؤالا ويرد عليه، ويذكر رأيه فاسدا ويبين بطلانه، ويذكر الشُّبه في المسألة ويرد عليها. وفي ردوده اعتمد الأدلة العقلية مع عدم إغفال الأدلة النقلية، ولكنه – رحمه الله – ركز على المحاجة العقلية، وكانت حججه بليغه داحضة، ولا ينكرها ولا يعارضها منصف. وقد أفرد لكل مسألة بابا ذكر فيه المذهب الصحيح، ودلل عليه بالقرآن والسنة، والحج والبراهين العقلية. ثم يذكر الشبهات التي ترد في هذه المسائل بأسلوب المحاورة والمناقشة والأسئلة والأجوبة. وقد تضمن الكتاب عدة مسائل وفصول، نأتي على ذكرها: فصل في قول أهل الزيغ والبدع. وفصل في إبانة قول أهل الحق والسنة. وفصل في إثبات رؤية الله سبحانه بالأبصار في الآخرة. وفصل في أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. وذكر الرواية في القرآن. والكلام على من توقف في القرآن وقال: لا أقول إنه مخلوق ولا أنه غير مخلوق. وذكر الاستواء على العرش. والكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين. والرد على الجهمية في نفيهم علم الله تعالى وقدرته وجميع صفاته. والكلام في الإرادة والرد على المعتزلة في ذلك. والكلام في تقدير أعمال العباد والاستطاعة والتعديل والتجوير. وذكر الروايات في القدر. والكلام في الشفاعة والخروج من النار. والكلام في الحوض. والكلام في عذاب القبر. والكلام في إمامة أبي بكر الصديق.