الإحكام في أصول الأحكام - الآمدي
الآمدي
الإحكام في أصول الأحكام - الآمدي
نبذة عن الكتاب

كتاب الإحكام في أصول الأحكام للفقيه الأصولي المتكلم الحنبلي أولا ثم الشافعي آخرا سيف الدين علي بن أبي محمد الآمدي، كتبه على طريقة المتكلمين التي تهتم بتحرير المسائل وتقرير القواعد على المبادئ المنطقية وإقامة الأدلة عليها مجردة من الفروع الفقهية. وقد قدم لكتابه بمقدمة لغوية ماتعة، ثم بنى كتابه على أربع قواعد. والإمام الآمدي سلك في كتابه طريقة بديعة لم يسبق إليها، تدل على ذكائه ورجاحة عقله، وعلو مقامه في مجال التصنيف، فقد قسم كتابه إلى أربعة أقسام: القسم الأول: في تحقيق مفهوم أصول الفقه ومبادئه، والثاني: في تحقيق الدليل السمعي وأقسامه، وما يتعلق به من لوازم وأحكام، والثالث: في أحكام المجتهدين وأحوال المفتين والمستفتين، والرابع، في ترجيحات طرق المطلوبات.وقد أشاد الإمام الطوفي بطريقة الآمدي في كتابه. والآمدي جعل تحت كل قاعدة أقساما وتحت كل قسم أصولا وتحت كل أصل مسائل. وقد توسع المصنف في شرح المسائل الأصولية، وطريقته في الكتاب هي عرض مذاهب المخالفين، مع مناقشتها والرد عليها والترجيح بينها، ولذلك كان الكتاب مرجعا لكثير من المصنفين في مادة الأصول. والكتاب من الكتب المتوسعة في المناحي الكلامية.وطريقته في العرض والمناقشة للمسائل يغلب عليها طابع الجدل والإغراق في الفروض، ومنهجه في غالبها أنه يأتي في رؤوس المسائل بقوله: "اتفقوا" أو "اختلفوا: أو "قول الأكثر" وهكذا.. ويفرع على ذلك مذاهب الفقهاء والمتكلمين ويذكر ما هو المختار، والغالب أنه يختار قول الجمهور أو الأكثرين حسب تعبيره، وفي مناسبات كثيرة يختار مذهب الإمام الشافعي. ويحتوي الكتاب على قواعد أصولية وأخرى فقهية ولغوية في غاية الضبط والصياغة، وهي تحتاج إلى فحص وبحث ودراسة.وقد اهتم الآمدي بتحرير المذاهب الفقهية الأئمة الأربعة وتحقيقها، وقد عرف عنه أنه كان مولعا بتحقيق المذاهب وتنقيحها، وتفريع المسائل وتقسيمها، يدل على ذلك ما تجده في كتبه من التحرير والتحقيق للمذاهب والأقوال، ويشهد لذلك أيضًا ما وصفه العلماء به من عنايته بتحقيق المذاهب، وتفريع المسائل، وعزو الأقوال إلى قائليها. قال ابن خلدون: الآمدي مولع بتحقيق المذاهب.وقد اختصر الآمدي كتابه في كتاب وسمه ب "منتهى السَّول في الأصول"، وقد اختصره الإمام ابن الحاجب وسماه "منتهى السَّول والأمل في عِلمَي الأصول والجدل"، وهذا الأخير محط أنظار المتأخرين، ما بين شارح ومختصِر وصاحب حاشية.