الإيمان (أركانه - حقيقته - نواقضه)
محمد نعيم ياسين
الإيمان (أركانه - حقيقته - نواقضه)
نبذة عن الكتاب

كتاب مختصر ألفه الدكتور محمد نعيم ياسين - وهو عالم أردني نال درجة الدكتوراة من كلية الشريعة جامعة الأزهر الشريف - نصيحة للأمة بذكر أهم قضية يحتاج إليها المسلمون في كل زمان، لا سيما في الأزمنة المتأخرة، وهي كما يظهر من عنوان الكتاب قضية الإيمان والكفر؛ حيث إن سبب صلاح الحياة وكذا النجاة والسعادة في الآخرة هو الإيمان بالله، وكذا سبب فسادها وخسران الآخرة إنما هو الكفر.وينقسم الكتاب إلى فاتحة وقسمين رئيسين وخاتمة:أبان في الفاتحة أهمية موضوع الكتاب وأنه سبب النجاة والفلاح في الدارين، وكذا أهمية تعلمه؛ وهو الباعث له على تأليف هذا المؤلف.وفي القسم الأول من الكتاب تناول قضية الإيمان "أركانه وحقيقته"، مبتدأ بأركانه الستة المعروفة، مفصلا في فرعيات الإيمان بكل ركن منها، وهذا الجزء فقط يمثل نحو نصف الكتاب أو أكثر.ثم تناول حقيقة الإيمان في ورقات معدودة، وذكر أن الخلاف في هذه القضية خلاف نظري لا يترتب عليه كثير عمل، واهتم بذكر الأمور العملية من وراء هذه القضية، وما اتفق عليه أهل السنة ومرجئة الفقهاء من ذلك من لزوم العمل مع اختلافهم في كونه جزءَ مسمى الإيمان أو مقتضى لازما وثمرة من ثمراته، وذكر كذلك ما ينبغي للمسلم أن يهتم به من أمور الإيمان حتى يزيد إيمانه، وذكر أنه أنفع له من الانشغال بقضية مثل زيادة الإيمان ونقصانه والخلاف فيها.وفي القسم الثاني من الكتاب (في نواقض الإيمان) ذكر ما يصير به الكافر مسلما، ثم النواقض التي بها يخرج المسلم من الإسلام. وأكثر من ذكر الآثار الواردة فيها، وهو يربط النواقض بما ذكره من قبل في التوحيد، حيث يبين في كل نوع سبب نقضه للإيمان كونه نقض نوعا أو أكثر من أنواع التوحيد، وأسهب كثيرا في ذكر الأمثلة على كل نوع وتفاصيل أفرادها مع بيان الاحترازات الواجب اعتبارها، وقد نقل كثيرا عن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ثم ذكر جملة من نصوص علماء السلف والخلف المعتبرين فيما يكون سببا للردة.وفي الخاتمة تناول حكم أهل المعاصي، وموقف أهل السنة منهم، وذكر الكبائر وما هو حدها، وخطر التهاون بها، ثم سرد أمثلة للكبائر الظاهرة والباطنة، ومكفرات الذنوب.يمتاز الكتاب بسهولة العبارة ووضوحها؛ حيث قرّب كثيرا من المفاهيم بطريقة فريدة وبلغة سهلة على المبتدئين، ويمتاز كذلك بكثرة الاستدلال من الكتاب والسنة وأقوال السلف الكرام، وواضح أنه يكثر النقل عن "العقيدة الطحاوية" في الكثير من مباحث الإيمان. وهو في كل ذلك يربط موضوعات الكتاب ببعضها البعض، كما أنه يذكر القواعد الجامعة التي تعين الطالب على فهم العلة والمأخذ تيسيرا لفهم الموضوع. كما أنه كثيرا ما يمثل بأمثلة واقعية حتى يرسم التصور الشرعي للواقع الحالي وفق نهج الإسلام القويم وهو أمر عزيز في مثل كتب الاعتقاد. وفي الهوامش يذكر عزو الآثار والنقولات والكثير من الاستطرادات الهامة لفهم الموضوع. ويذكر تخريج الحديث مختصرا في الهامش، وينقل كلام العلماء في الحديث إن كان ثمة حاجة إلى ذلك لا سيما ما كان خارج الصحيحين أو أحدهما. ويمتاز كذلك بحسن تقسيم الكتاب؛ حيث إنه كثيرا ما يقسم الموضوع بعناوين فرعية تقريبا للفهم وتيسيرا للحفظ، بل ويعدد الفقرات داخل العنصر الواحد. ومما يؤخذ على الكاتب أنه قد يذكر أوصافا ليست ثابتة في الكتاب والسنة، كالذات القديمة والصفة الحديثة والصفة القديمة وغير ذلك، وكذا منهجه في تناول حقيقة الإيمان، وتهوينه الخلاف فيها من جهة، وعدم استيعاب الأقوال فيها من جهة أخرى - حيث لم يذكر قول الخوارج؛ ذلك رغم كون حقيقة الإيمان هي أهم قضية ينبغي ضبطها بميزان أهل السنة والجماعة، حيث تفرقت الأمة شيعا بسبب الخلاف فيها، بل وتـَمَكَن الأعداء من رقابهم بسبب الخلل في فهمها وفهم الأحكام المتربتة عليها. وظهر ذلك في معالجته لهذه القضية جليا حيث لم يطل الحديث فيها، وذكر المؤلف أن الخلاف فيها مجرد خلاف نظري لا يترتب عليه كثير عمل، ورغم كون هذا الكلام قد يصح في الخلاف الواقع بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة، إلا إن من الفِرَق التي تفرعت عن المرجئة من أضاع الدين بسبب الغلو في إخراج العمل من مسمى الإيمان، وفي المقابل من كفّر بالمعصية واستحل الدماء والأعراض كالخوارج ومن تفرع عنهم، ولقد أبدع ابن تيمية - رحمه الله - في بيان وجه هذا الخلل في "الإيمان الأوسطـ"، فيُنصح بالرجوع إليه. كما أن المؤلف لم يشر إلى الخوارج وحَيْدِهم عن الحق أيضا، واهتم بذكر الأمور العملية من وراء هذه القضية، وذكر أن ذلك أنفع للمسلم من الانشغال بقضية خلافية لا يترتب عليها كثير عمل، وهذا وإن كان قد يصح بوجه ما دعويا؛ إلا إنه لا ينبغي بحال التقليل من أهمية الضبط العلمي في هذه المسألة الخطيرة. ومن الأخطاء اليسيرة أنه قد يعزو النقل إلى مصدر فرعي ذكر النقل المقتبس ولا يعزوه إلى المصدر الأساس. وهذه الطبعة بها بعض الأخطاء الإملائية اليسيرة، إضافة إلى إن تنسيقها لا يتضح فيه نهج واحد، وقد يحدث بعض السقط في العزو ونحوه.والكتاب في مجملة مناسب للمبتدئين؛ حيث يُحْكِم هذه المسائل الهامة بأسلوب سهل ومبسط، مع تأصيل رصين وأمثلة فياضة.