العمارة العربية الإسلامية
فريد محمود شافعي
العمارة العربية الإسلامية
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب ألفه الدكتور المهندس فريد شافعي رحمه الله، أستاذ ورئيس قسم العمارة الإسلامية بجامعة الملك سعود سابقا، والمعماري المخضرم ذو المؤلفات الجمة في هذا المجال، وقد آلمه ما تتعرض له البلاد العربية والإسلامية لتزايد انتشار نفوذ الحضارة الغربية حتى كاد أن يكتسح الدول التي تعرف بالدول النامية، سواء تلك التي تتمتع بموارد طبيعية وثروات مرموقة، أو المتوسطة الموارد، أو حتى الفقيرة منها، والتي يتمتع أغلبها في نفس الوقت بحضارات عريقة، وهي على وجه الخصوص مجموعة البلاد العربية والإسلامية. وكان من الطبيعي أن يتدخل ذلك النفوذ الغربي في ميدان العمارة في تلك البلاد إلى الحد الذي طغى فيه على التقاليد والأصالة العربية الإسلامية التي دامت حية مزدهرة زهاء 14 قرنا. وبات الأمر كما لو أنها لم يعد لها مكان في هذا العصر الذي سيطرت فيه الاتجاهات والمذاهب الغربية الحديثة على النواحي التصميمية والإنشائية. إن عددا ليس بالقليل من المخلصين بحاجة إلى تفهم فلسفة وروح العمارة العربية الإسلامية وخصائصها الأصيلة، والتي لا تتمثل كما يظن البعض في عناصر معمارية وزخرفية مثل العقود والأعمدة والمقرنصات وغيرها مما يعد في حكم القشور والثياب الخارجية، بل تتمثل في حقيقتها في أعماقها أي من أطراف جذورها وفي أسسها وفي لبها وجوهرها، وكلها نواح نبعت ونمت في البيئات العربية الإسلامية ونجحت في تطوير كل مطالب تلك البيئات كل حسب الظروف العامة لتلك البيئات ثم الخاصة بكل منها. وقد دفع كل ذلك كاتبنا إلى إعداد هذه الدراسة لتكون عونا على تفهم فلسفة وروح العمارة العربية الإسلامية وما يتميز به هذا الطراز من خصائص، ثم ما يمكن أن يستخلص منه مما يصلح أن يتمشى مع متطلبات البيئات العربية الإسلامية وتقاليدها في العصور الحاضرة والمستقبلة، والتي لا يظن أبدا أنها ستتغير تغيرا جوهريا على الرغم مما تتعرض له من ضغوط وإغراءات، بل ينبغي أن تتماشى في الوقت نفسه مع المستحدثات في عالم نظريات العمارة والإنشاء والعلوم والتكنولوجيا، وكذلك مع التيارات الثقافية والاجتماعية التي لا تتعارض مع التقاليد الإسلامية العريقة. والبحث وضع أيضا ليكون عونا للمعماريين الغربيين والعرب على السواء الذين يناط بهم إعداد المشروعات المعمارية في البلاد العربية والإسلامية وعلى إنتاجها في القالب المعماري الذي يتفق مع اتجاهاتهم الفنية والعلمية، ويتجلى فيه في الوقت نفسه الطابع العربي الإسلامي الصريح الواضح، والذي لا مفر من عودته مهما قامت في سبيله من صعاب.وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وستة فصول وخاتمة، إذ تناول الفصل الأول العمارة العربية الإسلامية في عصورها المبكرة (القرن 1-3هـ)، والثاني العمارة العربية الإسلامية في عصورها الوسيطة (القرن 4-9هـ)، والثالث تناول عصورها الأخيرة (القرن 10-13هـ)، والرابع تناول عناصرها المعمارية الرئيسية: المحراب، المئذنة، القبة، العقود، والخامس تناول العمارة العربية الإسلامية في عصرها الحاضر، والسادس تناول العمارة العربية الإسلامية في مستقبلها. والمؤلف يستخدم لغة علمية فصيحة تخلو من اللحن والتعقيد، ويظهر في كتابه رصيد خبراته المتراكة في مجال الهندسة والعمارة الإسلامية، وبتكلم بحرارة الناصح لأمته والمشفق عليها مما أصاب معمارييها من روح دخيلة أو سطحية ظاهرة، ويستشرف آفاق العمارة العربية الإسلامية التي من الممكن أن تشهد قفزات واسعة إذا ما توافرت دواعي الهمم على ذلك. وقد استعان المؤلف بقائمة ثرية من المصادر والمراجع العربية والأجنبية وكذلك الأشكال والصور، وضمن كتابه كشاف الأعلام في آخره.