المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب
بكر أبو زيد
المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب
نبذة عن الكتاب

تبرز أهمية هذا الكتاب في كونه ركيزة في معرفة مذهب الإمام أحمد بن حنبل لجمعه العلوم والفوائد عن المذهب مما تفرق في غيره من الكتب. وقد عني بفقه الإمام ومحاور مذهبه في أصوله وجذوره وبتراجم أصحابه ورجاله وتخريجاتهم واجتهاداتهم فيه. إضافة إلى التنبيه على الروايات الغريبة والتخريجات الضعيفة قصد تنقية المذهب منها. وقد دفع الكاتب إلى التصنيف في هذا الباب رغبته في ترقية المدرسة الفقهية والنهوض بها ودعوة المتفقهين إلى السبيل القويم من طرق السلف في استنباطاتهم ومراعاة مقاصد الشريعة في الأحكام. وتبينت أهداف الكتاب في الوقوف على الطرق التي يُعرف بها المذهب المنصوص عن الإمام أحمد، وكذا الطرق التي يصل بها المتفقه إلى التخرج في المذهب وفق أصوله وضوابطه. وقد اتسم أسلوب المصنف بالمنهجية في تتبع الاستشهادات، والدقة في الإشارة، والمجاز في كثير من العبارات والتحليلات اللغوية المفصلة. وتتألف موضوعات الكتاب من ثمانية مداخل، كلهم في الجزء الأول من الكتاب عدا المدخل الأخير فهو في الجزء الثاني. أما المدخل الأول فهو في تعريف المذهب والفقه بشكل عام مع بسط القول في تاريخ التمذهب بالفقه الحنبلي، مع الوقوف عند موضوع الاجتهاد وأثره في الفقه. أما المدخل الثاني فهو عن الأدوار الخمسة للمذهب الحنبلي. والثالث عن بيان أصول المذهب. والرابع في مصطلحات المذهب سواء ألفاظ الإمام أحمد أو مصطلحات الأصحاب العامة في نقل المذهب وحكايته والترجيح فيه أو مصطلحات الأصحاب في نقل بعضهم عن بعض. أما المدخل الخامس فهو في التعريف بطرق معرفة المذهب ومسالك الترجيح فيه. وتناول في السادس ترجمة للإمام أحمد وبيان منزلته محدثا وفقيها ثم محنته ومناقبه وخصاله. وجاء المدخل السابع في علماء المذهب الآخذين عنه وطبقاتهم مع ضبط لمشتبه أسمائهم. أما المدخل الثاني -وهو أوسع المداخل وأشملها مما جعل المصنف يفرد له وحده الجزء الثاني- فهو في التعريف بكتب المذهب، افتتحه المؤلف بتمهيد عن الثروة الفقهية في مذهب الإمام مفصلا القول فيما لإمام المذهب من الكتب، وفيما روي عنه من ذلك في المسائل، وفي الكتب الجامعة للرواية عنه، ثم مستعرضا للمتون وما تبعها من شروحات أو تعليقات أو حواشي وهي أربعة وعشرون كتابا، وللمتون المفردة التي لم يشتغل بها، كما تحدث عن كتب أصول الفقه وعما نُشر من الأبحاث العلمية حول كتب المذهب. ويلاحظ أن من الدراسات السابقة التي أشار إليها المؤلف وأشاد بها والتقى معها في كثير من المواضع هو كتاب "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" للعلامة عبد القادر ابن بدران الدومي الدمشقي والذي ضمنه صاحبه جل ما يحتاج إليه المشتغل بالمذهب. ويتميز الكتاب بشموله وتنوعه لا سيما في مدخل كتب المذهب والتي بلغت ١٤٠٠ كتاب، وكذا الأعلام المترجَم لهم وقد بلغت نحو أربعة آلاف عالم موزعين على الأمصار، مما يجعله أكثر ثراء من كتاب ابن بدران الشهير، ولكن كان ذلك في مقابل كبر حجمه النسبي.