أصل هذا الكتاب محاضرات ألقاها المصنف في كلية الشريعة بجامعة الطائف لعدة سنوات في مادة الأديان الفرق. وقد دفعه ذلك إلى تصنيف هذا الملخص المعني بدراسة معتقدات الفرق، مع توجيهه لفئة الطلاب في هذه المرحلة الجامعية. وتتضح أهمية التصنيف في هذا الباب من خطورة موضوع الاعتصام الذي هو مكمل للعقيدة الصحيحة، لا سيما مع التحذير النبوي من سلوك طريق الأمم السابقة بالافتراق والتبديل والتغيير، وهو ما وقع للمسلمين من افتراق بدءا من الخوارج ثم الشيعة ثم تتابع ظهور الفرق من مرجئة وجهمية وقدرية وصوفية. وقد عد المصنف هذه الفرق الستة كأصول للفرق التي تشعبت عنها بقية الفرق حتى بلغت ثلاثا وسبعين فرقة. لذلك بدأ كتابه بالتفصيل في الفرق الستة. ويهدف المصنف إلى إعطاء الطلاب فكرة ميسرة عن أصول الفرق الإسلامية وعن الأديان الكبرى في العالم. ويتناول الكاتب مادة كتابه من خلال أسلوب السؤال والجواب، على أن تكون الإجابة في نقاط واضحة موجزة ومرتبة وشاملة أما عن محتوى كتابه، فيمكننا تقسيمه إلى موضوعيين أساسيين: أما الموضوع الأول فهو في علم الفرق حيث تناول فيه المصنف بعد مقدمته عن علم الفرق، الحديث عن الفرق الستة الكبرى وهي الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية والجهمية والمتصوفة. وهو في تناوله للفرق المختلفة يتناول الحديث عن معتقدات أهلها، ومذاهبهم، وموقف الإسلام منهم، وأسباب ظهورهم، ومصادرهم التي يحتكمون إليها. أما الموضوع الثاني فهو علم الأديان حيث بدأه بمقدمة عن علم الأديان، ثم فصل في أهم المعتقدات الفاسدة المعاصرة في الهندوسية واليهودية والنصرانية. وتناول هنا ما حدث في مطلع العصر الحديث من تراجع في الاهتمام بالأديان والتركيز على المذاهب المعاصرة، حتى تم اتهام المهتمين بالأديان بالرجعية في مقابل التقدمي الذي يهتم بالمذاهب المعاصرة وبخاصة الشيوعية. إلا أن الاهتمام بالأديان بدأ يعود مع سقوط الشيوعية، مما عرف بالأصولية. ونظرا لكثرة المراجع في هذا الباب فقد اقتصر المصنف على مرجعين أساسيين أشار إليهما في مقدمته وهما: دراسة عن الفرق الدينية في تاريخ المسلمين للدكتور أحمد محمد جلي، وهو أهم مصدر بالنسبة له في الخوارج والشيعة، والأسفار المقدسة في الأديان السماوية للدكتور علي عبد الواحد وافي، وهو المرجع الرئيس له في الأديان. مع إضافات وتقريبات من عمل الكاتب حتى تناسب مادته طلاب الشريعة.