المختصر في المذاهب الفكرية المعاصرة
عيسى بن عبد الله السعدي
المختصر في المذاهب الفكرية المعاصرة
نبذة عن الكتاب

أصل هذا الكتاب محاضرات أُسند للمؤلف تدريسها عن المذاهب الفكرية المعاصرة في كلية الشريعة بجامعة الطائف، وذلك يرجع إلى عناية الجامعة بتدريس هذه المادة المهمة في كلية الشريعة ضمن مقرراتها ومصنفاتها. ويرجع سبب تصنيف المؤلف لهذا الكتاب إلى اعتباره الكتاب المقرر على الطلاب سابقا في هذه المادة أوسع من الوقت المتاح للمادة بكثير. ومن ثم هدف بتصنيفه إلى إعداد ملخص لأفكار الموضوع الرئيسية مع التركيز والترتيب. وتظهر أهمية الموضوع في سعة انتشار المذاهب الفكرية في مطلع العصر الحديث حيث تراجع الاهتمام بالأديان وزاد التركيز على المذاهب المعاصرة باتجاهيها: العلمانية والإلحادية، حتى تم اتهام المهتمين بالأديان بالرجعية في مقابل التقدمي الذي يهتم بالمذاهب المعاصرة وبخاصة الشيوعية. إلا أن الاهتمام بالأديان بدأ يعود مع سقوط الشيوعية، مما عرف بالأصولية. ويمتاز أسلوب الكاتب بسهولة العرض وترتيب الأفكار مع الجمع بين العرض والنقد. وأسلوب الكتاب كسابقه "المختصر في الأديان والفرق" للمؤلف يقوم على السؤال والجواب، على أن تكون الإجابة في نقاط واضحة موجزة ومرتبة وشاملة. وقد استهل الكاتب محتوى كتابه بالكلام عن الدين والكنيسة وعلاقة المذاهب الفكرية بالأديان لا سيما نفور فترة نفور أوروبا من الأديان وإقبالها على المذاهب المعاصرة، فتعرض الكاتب إلى تحريف النصرانية، وطغيان الكنيسة ورجال الدين وفسادهم، ونظام الرهبنة وفضائح الأديرة، وصكوك الغفران، ومحاكم التفتيش. ثم أوضح الكاتب الاتجاهين الرئيسيين للمذاهب المعاصرة وهي الاتجاه العلماني والاتجاه الإلحادي. ثم انتقل الكاتب إلى الحديث عن دور اليهود في إفساد أوربا، وفصَّل في الحديث عن نظريات دارون وماركس وفرويد ودور كايم. وأطال النفس في مذهبي المدارس الإلحادية الشيوعية وهي المذهب الحسي الذي يمثله ديفد هيوم وشوبنهاور ونيتشه، والمذهب الوضعي الذي يمثله أوجست كونت. ثم انتقل الكاتب إلى الحديث عن أمهات المذاهب الفكرية المعاصرة كالعلمانية والديموقراطية والشيوعية والعقلانية والإلحاد والقومية والوطنية والإنسانية. ويمتاز الكتاب بقلم التلخيص البارع الذي يقتصر على ذكر النقاط الأساسية في هذا الموضوع الموسوم بالصعوبة والتعقيد. إضافة إلى التعقيب على كل مذهب في ثناياه أو في آخره بالدليل الذي يظهر فساد هذا المذهب سواء كان الدليل من الكتاب أو السنة أو السيرة.