المفردات في غريب القرآن
الحسين بن محمد
المفردات في غريب القرآن
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب من تأليف أبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني، المتوفى سنة ٥٠٢ هـ، وموضوع الكتاب هو المفردات في غريب القرآن، ويكاد يجمع علماء الأمة وأعلامها على أن الكتاب يأتي في المرتبة الأولى من الكتب الكثيرة المؤلفة في هذا الموضوع. وقد اختار المؤلف هذا الموضوع لأنه يرى أن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن من أوائل العلوم المعاونة لمن يريد أن يدرك معاني القرآن، وليس ذلك نافعا في علوم القرآن فقط بل في كل العلوم الشرعية. فألفاظ القرآن عليها غالب كلام العرب وعليها اعتمد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم، وما عداها من المشتقات منها هو بالإضافة إليها كالقشور والنوى بالإضافة إلى أطايب الثمرة. ويتكون الكتاب من مجلدين، تبدأ بالمقدمة ويليها فصول، يختص كل فصل بحرف من الألف إلى الياء وما يتصل به. وفي هذا الكتاب تتبع الأصفهاني دوران كل لفظ في الآيات القرآنية، وأتى بالشواهد عليه من الحديث والشعر، وأورد ما أخذ منه من مجاز وتشبيه ورتبه على الألفباء. ورتب مفردات القرآن حسب حروف الهجاء باعتبار أوائلها، فمادة (حَسب) تسبق (حسد) وهما تسبقان مادة خرج، وهلم جرا. ويتميز الكتاب أيضا بكشف جذر الكلمة والمراد به جذر المعنى الذي تلتقي عنده جميع معانيها، وأغلب الظن أنه متأثر في هذا بما فعله ابن فارس في معجم مقاييس اللغة، كما يتميز بتتبع المعاني المستعارة، وتحري المعاني الصحيحة، وقد يصدر عن الأنبياء بعض الأقوال التي يمكن تفسيرها على غير وجهها بما لا يتفق مع عصمة النبي، وفي مثل هذه الحال يحرص الراغب على تحري معنى صحيح يليق بعصمة النبي، كما ينفي المؤلف المعاني الموهومة، فربما يخطر ببال القارئ في بعض الأحيان معان تتبادر إلى الذهن، ويكون المعنى على غير هذا المتبادر، وفي مثل هذه الحال يحرص الراغب على نفي تلك المعاني ويبين المعنى اللائق باللفظ، وذلك كما ورد تحت مادة "خوف" حيث ذكر فيها الراغب: "والخوف من الله لا يراد به ما يخطر بالبال من الرعب، كاستشعار الخوف من الأسد، بل إنما يراد به الكف عن المعاصي وتحري الطاعات"، كما يهتم المؤلف بالقواعد الكلية، فكثيرا ما يورد أثناء شرحه لبعض الكلمات قواعد كلية استخلصها من تتبع الاستعمال القرآني للكلمة، مثل: قوله (كل موضع ذكر فيه لفظ "تبارك" فهو تنبيه على اختصاصه تعالى بالخيرات)؛ بالإضافة إلى قواعد أكثرية ففي بعض الأحيان ينص الراغب على بعض القواعد بأنها الأكثر في الاستعمال لينفي عنها صفة الكلية، مثل: أكثر ما يستعمل "السعي" في الأحوال المحمودة.