القواعد الحسان في تفسير آي القرآن
عبد الرحمن السعدي
القواعد الحسان في تفسير آي القرآن
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم من تأليف العلامة المفسر عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي، صاحب تفسير القرآن المشهور (بتفسير السعدي). والكتاب يتضمن أصولا وقواعد موجزة وعظيمة في تفسير القرآن الكريم، ولم يقتصر المؤلف على قواعد التفسير بل ذكر فيه مقاصد القرآن والأصول. ومما دفع الكاتب لتدوين تلك الأصول والقواعد، جلال قدر علم التفسير بين سائر العلوم، وأهميته لما فيه من فهم كلام الله عز وجل، والإعانة على تدبره والعمل به. ويتضمن الكتاب بعد المقدمة إحدى وسبعين قاعدة، وأهم تلك القواعد: معرفة دلالة المطابقة ودلالة الالتزام، وأن المرء لا يقف على مطابقة اللفظ فقط بل يتوسع بمعرفة اللوازم المترتبة على هذه الكلمة. ثم توسع المؤلف بذكر الآيات التي ظاهرها التعارض؛ وبيان طريقة القرآن في مجادلة المعاندين من أهل الباطل، فأول ما يناقشهم به الله هو النعم، وباعترافهم بربوبيته، وبذكر عيب آلهتهم، وبنقض دعاويهم الباطلة، ويتحداهم أن يأتوا بكتاب وشريعة أهدى من شريعته؛ وإذا نُفي المعمول في الآيات أي حُذف المتعلّق فإنه يدل على عموم المعنى؛ وأن الله سبحانه وتعالى في بعض المواقف يذكر الأسباب ويصفها بأنها مبشرات حتى تحصل الطمأنينة وراحة النفس؛ وأنه أحيانا في مقامات الوعيد يحذف الله سبحانه جواب الشرط فيفيد التعظيم؛ وأيضا بعض الأسماء إذا قرنت افترقت في المعنى، وإذا أفردت دلت على المعنى العام؛ وأن كل شيء في هذا الكون بمشيئة الله، وأنه جعل لكل شيء أقامه أسبابا مفصلة توصل إليه؛ وأيضا المناسبة بين أسماء الله الحسنى التي تختم بها الآيات والآية، إذ يجب فهم معنى الآية والاسم معا؛ وأن القرآن كله مُحكم باعتبار عام، وكله متشابه باعتبار عام، وبعضه متشابه نسبي باعتبار خاص، فإذا أشكل على الإنسان آية يرجع به إلى المُحكم؛ وأيضا الألفاظ التي جاءت في القرآن وليس لها حد شرعي معين فإنها ترجع إلى عُرف الزمان؛ والانتباه إلى مقاصد أمثلة القرآن؛ وغيرها من القواعد، مع ذكر الأدلة والأمثلة على كل قاعدة ذكرها. ويتميز الكتاب بسهولة أسلوبه واختصاره ونفعه، خصوصا لو قرئ جنبا إلى جنب مع التفسير الذي وضعه المؤلف، لينظر القارئ كيف نزل الشيخ قواعده في تفسيره. والتفسير نفسه تميز بكونه تفسيرا يعني بالهدايات، لذا اهتمت القواعد بالجوانب الإيمانية أكثر من كونها قواعد علمية للتفسير.