هو الشيخ العلامة أبو عبد الله عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي من آل سعدي من تميم ويعرف اختصارا ابن السعدي. ولد في بلدة عنيزة في القصيم عام 1307هـ، وقرأ القرآن ثم حفظه عن ظهر قلب وأتقنه وعمره 11سنة، ثم استمر في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء، فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم، ولما بلغ من العمر 23 سنة جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام 1350هـ صار التدريس ببلده راجعا إليه، ومعول جميع الطلبة في التعلم. من أبرز طلابه الشيخ ابن عثيمين. وللشيخ شيوخ عدة منهم: الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، و الشيخ محمد بن عبد الكريم الشبل قرأ عليه في الفقه وعلوم العربية وغيرهما، والشيخ صالح بن عثمان القاضي قاضي عنيزة قرأ عليه في التوحيد والتفسير والفقه أصوله وفروعه وعلوم العربية، والشيخ عبد الله بن عايض، والشيخ صعب التويجري، الشيخ علي السناني، والشيخ علي الناصر أبو وادي قرأ عليه في الحديث وأخذ عنه الأمهات الست وغيرها وأجازه في ذلك، والشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز المحمد المانع مدير المعارف في المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت، والشيخ محمد أمين الشنقيطي قرأ عليه في التفسير والحديث وعلوم العربية كالنحو والصرف ونحوهما، والشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ، والشيخ ناصر بن سعود بن عيسى في شقراء الذي استفاد منه عندما شرع في تصنيف كتاب تفسير القرآن. تميز الشيخ بمعرفته التامة بالفقه أصوله وفروعه، وكان في أول أمره متمسكا بالمذهب الحنبلي تبعا لمشايخه وحفظ بعض المتون من ذلك، وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. صنف الشيخ كتبا أهمها: تفسيره القرآن الكريم المسمى "تيسير الكريم المنان" في ثماني مجلدات أكمله في عام 1344هـ وقد نال هذا التفسير الكثير من الاهتمام حيث طبع له طبعات عديدة، "القواعد الحسان لتفسير القرآن"، و"الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين"، و"توضيح الكافية الشافية"، و"وجوب التعاون بين المسلمين"، و"موضوع الجهاد الديني"، و"القول السديد في مقاصد التوحيد"، و"تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن". وبعد عمر قرابة 66 عاما توفي الشيخ عام 1376هـ في مدينة عنيزة بالقصيم عليه رحمة الله.