الصارم المسلول على شاتم الرسول
ابن تيمية
الصارم المسلول على شاتم الرسول
نبذة عن الكتاب

يتضح موضوع الكتاب من خلال الاسم الذي اختاره المصنف له؛ فقد كشف فيه رحمه الله عن حد من شتم النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر، وذكر الحكم الشرعي الذي يفتي به المفتي ويقضي به القاضي، ويجب على كل واحد من الأئمة والأمة القيام بما أمكن منه. وقد تضمن الكتاب أربع مسائل مهمة: المسألة الأولى: في أن الساب يُقتل سواء كان مسلما أو كافرا. والمسألة الثانية: عدم جواز المنّ على القاتل ولا مفاداته. والمسألة الثالثة: في حكمه إذا تاب. والمسألة الرابعة: في بيان السب، وما ليس بسب والفرق بينه وبين الكفر. وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه في وقعة عساف النصراني في شهر رجب سنة ثلاث وتسعين وستمائة نم الهجرة، حين سبَّ هذا النصراني النبي صلى الله عليه وسلم، فوقعت محنة عظيمة ضُرب على إثرها شيخ الإسلام وسُجن من قبل نائب الأمير، فصنَّف في هذه الواقعة كتابه هذا. وقد ذكر المصنف رحمه الله منهجه في خطبة الكتاب، وبيَّن الطريقة التي سار عليها في كتابه فقال: "... ذكرا يتضمن الحكم والدليل، وأنقل ما حضرني في ذلك من الأقاويل، وأردف القول بحظه من التعليل وبيان ما يجب أن يكون عليه التعويل". وقد سرد مذهب الأئمة الأربعة وأتباعهم، وبين الدلائل على تلك المسائل، واعتمد في الاستدلال على نصوص الشريعة المطهرة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين، وكذلك اعتمد على الاعتبار (القياس). وبيَّن في أثناء ذلك بعض الشبهات التي عرضت لبعض الفقهاء ورد عليها ردا شافيا كافيا بحيث لا يدع فيها مجالا لقائل، كما أنه ذكر الاعتراضات على استدلالات المخالفين ورد عليها وأجاب عليها من عدة أوجه بالتفصيل. وقد محَّص الأدلة التي سردها تمحيصا دقيقا، فصحح بعضها وتكلم على البعض الآخر وبيَّن أحوال بعض الرواة والرجال من جرح وتعديل. ولشيخ الإسلام جولات قيِّمة تتخلل بحوثه ومناقشاته العلمية في هذا الكتاب، وهذه الجولات متعددة من جميع النواحي: تفسيرية وحديثية وأصولية وفقهية ولغوية، وكذلك من الناحية التاريخية من جانب السير والمغازي. ومن الملاحظ طول نفس المصنف في استيفاء الموضوع واستكمال المسائل وكثرة الاستطرادات والإحالات وتكرار الموضوعات فضلا عما امتاز به من السعة والشمول وطول الباع. ولقد بلغ شيخ الإسلام مكانة عالية بما امتاز به من ذكاء وورع وتقوى، وقد رزقه الله التعبير السهل الرفيع العالي وألان له القول في كل مناحي العلوم والفنون وكأنه يغرف من بحر. ويعد كتابه هذا من أهم الكتب المصنفة في العقيدة عند أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع، وقَلَّ أن تجد مصنفا بعده في هذا الموضوع لا يستفيد منه أو يشير إليه؛ فللكتاب مكانته العلمية لدى علماء السلف وغيرهم ممن كانوا معاصرين له أو ممن جاؤوا بعده. وقد تميز الجزء الأول من الكتاب باشتماله على أكثر من 250 نصا ما بين حديث وأثر، كما اشتمل على أسماء ما يزيد عن 400 عالم من علماء أهل السنة، إضافة إلى اشتماله على ما يبلغ 26 كتابا من الكتب والمصادر المهمة.