سفر عظيم من أجمع ما كتب في حقوق النبي صلى الله عليه وسلم، قسمه العلامة الفقيه والمؤرخ القاضي المالكي أبو الفضل إلى أربعة أقسام؛ أولهما "في تعظيم العلي الأعلى لقدر النبي المصطفى قولا وفعلا" وتضمن أربعة أبواب: بابا في ثناء الله تعالى عليه وإظهاره عظيم قدره لديه (10 فصول)، وبابا في تكميل الله تعالى له المحاسن خلقا وخلقا وقرانه جميع الفضائل الدينية والدنيوية فيه نسقا (27 فصلا)، وبابا فيما ورد من صحيح الأخبار ومشهورها بعظيم قدره عند ربه ومنزلته وما خصه به في الدارين من كرامته (15 فصلا)، وبابا فيما أظهره الله على يديه منه المعجزات وشرفه به من الخصائص والكرامات (30 فصلا). والقسم الثاني "في وجوب تصديقه واتباعه في سنته وطاعته ومحبته ومناصحته وتوقيره وبره، وحكم الصلاة عليه والتسليم، وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم"، وتضمن أيضا أربعة أبواب: الأول في فرض الإيمان به ووجوب طاعته واتباع سنته (5 فصول)، والثاني في لزوم محبته (6 فصول)، والثالث في تعظيم أمره ووجوب توقيره وبره (7 فصول)، والرابع في حكم الصلاة عليه والتسليم وفرض ذلك وفضيلته (10 فصول). القسم الثالث "في ما يجب للنبي وما يستحيل في حقه" وفيه بابان: الأول في ما يختص بالأمور الدينية والكلام في عصمة نبينا عليه الصلاة والسلام وسائر الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين (16 فصلا)، والثاني في ما يخصهم من الأمور الدنيوية ويطرأ عليهم من العوارض البشرية (9 فصول). والقسم الرابع "في تعرف وجوه الأحكام فيمن تنقصه أو سبه عليه الصلاة والسلام" في بابين وخمسة عشر فصلا وباب ثالث يبحث فيما يتعلق بالله والرسل والملائكة والآل. وهو كتاب قال فيه أهل العلم لما قرؤوه: "لولا الشفا لما عُرف المصطفى"، وقد اعتاد علماء بعض البلدان قراءته في شهر ربيع الأول في مجالسهم.والكتاب يتميز بالأسلو الجزل والثراء في الأحكام الشرعية، حتى إنه يعد من الكتب الأساس في تقرير مسائل الإيمان والكفر والأحكام المتعلقة بذلك على مذهب أهل السنة.وقد استدرك عليه الإمام الذهبي من جهة أحاديثه، فقال عن القاضي الإمام: "تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب "الشفا " لولا ما قد حشاه بالاحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع ب "شفائه"، وقد فعل". وقد تتبع بعضهم أحاديث كتاب الشفاء فوجدها قد زادت على 1360 حديثا، ثم تتبعها في تخريج السيوطي لها، المسمى: "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا"، فوجد ثلاثة أحاديث فقط موضوعة، وخمسة أحاديث لم يعرفها السيوطي، وتسعة أحاديث لم يجدها، وثلاثة أحاديث منكرة، وحديثين ضعيفين جدًّا، واثنين وثلاثين حديثًا ضعيفًا بما في ذلك المراسيل، والبقية كلها أحاديث مقبولة، منها الصحيح ومنها الحسن.والكتاب مطبوع بحاشية الإمام الشمني، الذي ذيله بحاشية "مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء".