التفسير القيم لابن القيم
ابن القيم
التفسير القيم لابن القيم
نبذة عن الكتاب

هذا العمل الجليل هو تجميع لكلمات العلامة ابن القيم فيما يتعلق بتفسيره للآيات في ثنايا مؤلفاته، فهو لا يعد تفسيرا بقدر ما هو تجميع لشروح ابن القيم لما استشهد به من آيات خلال كتبه. وقد دفع المؤلف على هذا التجميع ما رآه من تناثر عبارات ابن القيم كشذرات في فصول ورسائل صغيرة وأقوال مأثورة ونقول يتناقلها العلماء في كتبهم أو جمل وعبارات مبعثرة على صفحات مؤلفاتهم. وبالفعل تعددت عبارات ابن القيم خلال كتبه عن الآية الواحدة، فربما تجد على سبيل المثال كلاما عن الفاتحة أو بعض آياتها في مدارج السالكين وزاد المعاد والصراط المستقيم، فقام العلامة المحقق الشيخ محمد أويس الندوي بجمع هذه المواضع في موضع واحد لتفسير الآية الواحدة، وبذل في هذا العمل جهدا مشكورا حيث قرأ المطبوع من مؤلفات الحافظ ابن القيم واستخرج منها هذه المجموعة القيمة من تفسيره للقرآن، وهي وإن لم تشمل القرآن كاملا إلا أنها تعتبر نموذجا صالحا عن تفسير ابن القيم ومنهجه فيه منتظما في سلك واحد. ومنهج المصنف في كتابه أنه وضع السور بترتيب المصحف ثم يثبت الآيات التي تناولها ابن القيم بالتفسير في السورة فيجمع أقواله فيها على الترتيب الذي يراه مناسبا من المصادر، ثم يعزو مواضع كلمات ابن القيم لمصادرها في آخر النقول. ويلاحظ أن الوزن النسبي للآيات ليس متساويا فبينما احتلت سورة الفاتحة تقريبا سدس الكتاب وكذا سور الإخلاص والفلق والناس إلا أن سورا أخرى لم يكن فيها كلام إلا في آيتين أو بضع آيات، ويرجع هذا إلى كون هذا التجميع ليس تفسيرا في الأصل. ووقد يؤخذ على الكتاب أن اقتطاع كلام ابن القيم عن سياقه قد يبدو مستغربا؛ فقد يبدأ الكلام مثلا بالوجه السابع أو الفصل الثالث مما له ارتباط سابق بسياق كلام ابن القيم في كتابه الأصلي، فيبدو هنا وكأنه اقتطاع للكلام عن سياقه الأصلي. كما أن عنوان الكتاب يوهم أنه تفسير كامل لابن القيم وليس تجميعا من قبل مصنف آخر لما تناثر من كلام ابن القيم في كتبه. ويبقى الجهد الأكبر فيما قام به المصنف من تجميع وما هدف إليه من حفظ لكلام ابن القيم من الشتات والضياع.