من كتب التفسير المعاصرة التي تندرج تحت باب التفسير الإجمالي حيث كتبه مصنفه الأزهري بلغة سهلة واضحة لا تعمق فيها ولا إبعاد، خالية من الاصطلاحات العلمية الفنية، تفسر للقارئ كل ما فيه من صوغ المعنى الإجمالى للآية بلغة العصر، مع البعد عن الحشو والتطويل والخرافات الإسرائيلية. ويوضح المصنف الغرض من تأليفه التفسير على هذا النحو الموجز فيقول: ولا طاقة للناس الآن بالإطالة فيما لا شأن له بأصل الغرض من التفسير، إذ المهم أن يفهم القرآن أكبر عدد ممكن من المسلمين. وهو يسير في تفسيره على منهج واضح حيث يقدم بين يدى السور بمقدمة موجزة يبين فيها مكان السورة: أمكيةٌ هى أم مدنيةٌ، وعدد آياتها، وأحياناً يذكر ترتيبها فى النزول. ثم يبدأ الشيخ تفسيره للآيات بذكر النص القرآنى الذى سيفسره، وهو عبارة عن مقطع من مقاطع السورة يشتمل على بضع آيات. وقبل ذكر المقطع يضع عنواناً مناسباً يختاره من بين أبرز ما تحدثت عنه آيات المقطع محل التفسير و الشرح، ويجعل هذا العنوان قبل الآيات، ولكنه لم يجعل عناوين لموضوعات سور جزء "عم"، مع أنه قسم بعض سور هذا الجزء إلى مقاطع، كما هى طريقته. ثم يبدأ فى شرح المفردات التى تحتاج إلى شرح، وذلك بوضوح و اختصار، ويذكرها على ترتيب ورودها فى المقطع، وربما لا يلتزم الترتيب، فيقدم ويؤخر، وقد لوحظ أنه أحيانا يغير فى مفردات اللفظة القرآنية أثناء شرح المفردات، فتكون اللفظة فى الآية فعلا _مثلا_ فيذكر المؤلف فى شرحها المصدر لا الفعل. بعد ذلك يفسر الآية تفسيراً واضحاً يعتمد فيه تجلية المعنى الإجمالى للآية. قد يتطرق فى بعض الأحيان إلى ذكر سبب النزول، وربما تعرض لمناسبة الآيات والمقاطع. وتلاحظ روح الإحياء التي تصبغ كلماته، كما يقول على سبيل المثال في تفسيره لقوله تعالى من سورة الأحزاب: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَوَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً: فاستمع إلى القرآن وهو يغرس في نفوس المسلمين العزة والكرامة، ويربيهم على أنهم لا يلتفتون إلى الكفار والمنافقين مهما كان شأنهم... يا لله، كأن القرآن ينادينا ويحذرنا من طاعة الكفار المنافقين والركون إليهم والاستماع لهم ما داموا يقفون منا موقف العناد، ويثيرون علينا غبار الذل والهوان، ولا علينا شيء بعد هذا، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ثم يقول: ثقوا بالله، إنه عليم حكيم فنفذوا أمره واجتنبوا نهيه، وعليكم باتباع القرآن وتنفيذه في كل صغير وكبير مع أنفسكم ومع إخوانكم وفي بيوتكم وأسركم، ثم بعد هذا توكلوا على الله فإنه من يتوكل عليه يكفيه كل مكروه، واعلموا أن الله يدافع عن الذين آمنوا. ويؤخذ على الكتاب خلوه من العزو إلى كتب التفسير التراثية فجاء وكأنه معبر عن رأي مصنفه فحسب، وكذلك خلوه من التوثيق الحديثي، ولكنه مفيد من حيث التقسيم والوضوح والإيجاز.