الثوابت والمتغيرات في مسيرة العمل الإسلامي
صلاح الصاوي
الثوابت والمتغيرات في مسيرة العمل الإسلامي
نبذة عن الكتاب

أصل هذا الكتاب توصية صدرت من مؤتمر إسلامي حضره المؤلف على الساحة الأمريكية في أواخر الثمانينات، دعا فيه المؤتمرون إلى ترشيد العمل الإسلامي وإزالة الوحشة والجفوة بين فصائله. طُبع هذا الكتاب عدة مرات في أواخر الثمانينات، ثم أعيدت طباعته بعد المراجعة والتنقيح بعد مرور قرابة عشرين سنة. ويهدف الكتاب إلى دعوة العاملين للإسلام إلى الاجتماع حول المحكمات والتغافر في المتشابهات، مع عرض مجمل لأهم هذه المحكمات والمتشابهات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر. وكان غرض المؤلف من تأليف هذا الكتاب أملا في تجاوز واقع الفرقة والاختلاف الذي كان ولا يزال غصصا في حلوق العاملين للإسلام وجلب الكثير من الويلات والفجائع على هذه الأمة. وتأتي أهمية هذا الكتاب في كونه بمثابة الإطار المرجعي للصحوة الإسلامية لتنسيق مواقفها العملية في الملمات والأحداث الجسام. وقد تنوعت موضوعات الكتاب بين محكمات ومتشابهات في كثير من القضايا مثل منهج التلقي، وقضايا أصول الدين، وعوارض الأهلية كالجهل والإكراه والتأويل، وقضايا التغيير بكل صوره وأساليبه، والتعددية الدعوية وما يلزم لها من ضوابط لتبقى في إطار الرشد والقبول. ولقد كان من آكد وأهم ما تحدث عنه الكتاب هو العمل الجماعي بين التعصب الممقوت والاجتماع المشروع؛ فقد أكد على أن جل التجمعات الإسلامية المعاصرة تسعى لإحياء جمل من فروض الكفايات مما لا غنى عنه كالتربية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد، والعمل السياسي، ودعوة العامة، والتأصيل؛ مع العلم بأن الأمة في مسيس الحاجة إلى كل هذه الجهود مجتمعة، مما يستلزم طلب المؤالفة، وإرخاء الستور، والتماس الموافقة، والبحث عن نقاط الاجتماع للتأكيد عليها، والإشارة إلى مزالق التشرذم للتحذير منها. ثم ختم الكتاب بفصل حول تعدد فصائل العمل الإسلامي. وبالطبع بلغت المؤلف تساؤلات وإشكالات وانتقادات كثيرة، فاضطر لإضافة ملحق في الطبعات الأخيرة بعنوان: كشف الشبهات عمَّا أُثير حول الثوابت والمتغيرات. أما عن منهج الكتاب في عرض مادته فإنه لم يهتم كثيرا بسوق الأدلة التفصيلية على كل ذلك، ولكنه اكتفى بتوثيق هذه الأصول من نقولات عمن أصَّلوا لها من أئمة السنة وحملة الشريعة، فهي ليست مقطوعة النسب ولا مجهولة المصدر؛ بل هي أصول تلقتها الأمة جيلا بعد جيل، وشاعت في مصنفاتها.