من أبرز المتون وأشهرها في أصول الفقه، وهو متن قيم ومتقدم ومختصر جدا وسهل الحفظ، وأبعد ما يكون عن تكلف المنطقيين ومسلك المتكلمين، وقد تواترت نسبته لأبي المعالي الجويني الشافعي، أحد أبرز فقهاء المذهب الشافعي، وقد كان أبو المعالي في أول أمره على مذهب أهل الكلام في باب الأسماء والصفات من الأشاعرة والمعتزلة، ولكنه رجع إلى مذهب أهل السنة كما قرره ابن تيمية. والمتن الذي بين أيدينا من المتون التي وضع لها القبول؛ حيث تسابق طلاب العلم على حفظه لاختصاره، وقام العلماء عليه قديما وحديثا بالشروح والحواشي والنظم، كما قرر في الكثير من الدورات العلمية المعاصرة. وقد اشتمل المتن على أهم مباحث الأصول؛ حيث اشتمل على التعريف بمعنى أصول الفقه وأنواع الأحكام، ثم التعريف ببعض مصطلحات علم الأصول، ثم تناول أبواب أصول الفقه والمتضمنة لأقسام الكلام، والأمر والنهي، والعام والخاص، والمجمل والمبين، والظاهر والمؤول، والأفعال، والناسخ والمنسوخ، والإجماع، والأخبار، والقياس، والحظر والإباحة، وترتيب الأدلة، وصفة المفتي والمستفتي، وأحكام المجتهدين. ولكن مما يؤخذ على المتن أنه لم يشتمل على بعض المسائل الهامة في الأصول، مثل بعض الأحكام الوضعية، وبعض مسائل العموم، وبعض مباحث القرآن الهامة.