كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار
أبو بكر الحصني
كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار
نبذة عن الكتاب

يصنف هذا الكتاب ضمن فروع الفقه على المذهب الشافعي. وهو في حقيقته شرح لمتن "الغاية والتقريب" أو كما يُطلق عليه "غاية الاختصار في الفقه على المذهب الشافعي" للقاضي أبي شجاع (ت٥٠٠ه). وقد صرَّح الشارح باستخدام عنوان "غاية الاختصار" في مقدمة شرحه فقال: "ووسمت كتابي هذا بـ(كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار)"، وذلك ليوافق السجع في اسم الكتاب. ومما ينبغي التنبه له أن المتقدمين إذا ذكروا كتاب (الكفاية) مطلقا فإنهم لا يقصدون كتابنا هذا، وإنما يقصدون "كفاية النبيه شرح التنبيه" للإمام أحمد بن محمد ابن الرفعة رحمه الله. وقد دفع الحصني رحمه الله إلى تصنيف شرحه رغبته في خدمة متن أبي شجاع بالاستدلال على مسائله الموجزة، مع إيراد الفوائد والتنبيهات على المتن بطريقة ميسرة. وتأتي أهمية الكتاب أولا من أهمية المتن الذي يشرحه؛ فمتن أبي شجاع من أشهر المتون المختصرة في الفقه الشافعي، وقد عم الانتفاع به. ثم إن شرح (كفاية الأخيار) مشهور متداول، عني به الشيوخ ودرسه الطلاب، وقد طُبع من نحو مائة عام ولكنه امتلأ بالتصحيفات والتحريفات التي تعبث بالمعاني الشرعية وتزعزع الثقة بكثير من نصوصه. ويهدف الشارح من كتابه أن يقدم لطلبة العلم القانعين بما في المتن موجزا لشرحه يغني عن التبحر في مسائل الفقه. ويمتاز أسلوب هذا الشرح بسلوكه طريقة المحققين بجمعه بين الدليل والتعليل حتى إنه لا يكاد يذكر مسألة أو يشرحها إلا ويستشهد لحكمها بآية أو حديث أو إجماع أو قياس، وربما ذكر أكثر من دليل للمسألة الواحدة. وهو يهتم كذلك بذكر الخلاف بين الشيخين الرافعي والنووي، كما يهتم أيضا بذكر الاختلاف بين كتب النووي نفسه، وهو اختلاف منشؤه اختلاف النظر في الدليل والراجح. ومن ثم سلك الشارح في كتابه منهجا وصفيا مقارنا. ويسير الشارح في محتوى كتابه على نفس ترتيب المتن الأصلي، فتضمن شرحه ستة عشر كتابا هي: الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج، البيوع وغيرها من المعاملات، الفرائض والوصايا، النكاح وما يتعلق به من الأحكام والقضايا، الجنايات، الحدود، الجهاد، الصيد والذبائح، السبق والرمي، الأيمان والنذور، الأقضية والشهادات، العتق. ومن المصادر التي اعتمد عليها الشارح كتاب "روضة الطالبين" للنووي؛ فقد جرى أسلوبه على ذات النسق في عبارات المسائل وفروعها وصيغ ترجيحاتها. كما أنه أفاد من كتب "الأم" و"الرسالة" للشافعي، و"المختصر" للبويطي، و"التلخيص" لابن القاص، و"الإفصاح" للحسن بن القاسم الطبري، و"الفروق" للجويني، و"إحياء علوم الدين" للغزالي، وغيرها من الكتب.