لباب النقول في أسباب النزول
جلال الدين السيوطي
لباب النقول في أسباب النزول
نبذة عن الكتاب

جاء هذا الكتاب النفيس وسطا فهو من أجمع الكتب التي عنيت بأسباب النزول اعتمادا على الرواية والسماع. وقد دعا السيوطي إلى تصنيفه هذا الكتاب ما أشكل على جماعة من السلف من معاني الآيات لاحتياجهم إلى أسباب نزولها. وقد جمع السيوطي في كتابه ما يزيد على الألف سبب من أسباب النزول، ورتبها على ترتيب سور القرآن. وقد أورد في مقدمة كتابه جملة من فوائد أسباب النزول؛ منها الوقوف على معنى الآية وإزالة الإشكال وقوة الاستحضار. وقد زاد السيوطي على ما جمعه الواحدي في كتابه "أسباب نزول القرآن" الذي كان له حظ السبق في هذا الميدان، وابن حجر-شيخ السيوطي- في كتابه "العجاب في بيان الأسباب" وإن كان لم ينته منه. وقد كان من منهج السيوطي في كتابه أن جمع ما ورد في هذين الكتابين وغيرهما وزاد عليها وأكمل القرآن كاملا ولكن دون أن يشتمل على كل سوره ولا على كل آياته. وهو ربما ترك أشياء عمدا مما عدها الواحدي سببا للنزول وليست كذلك؛ ومثاله قصة أصحاب الفيل فإن السورة نزلت بعد الحادثة بسنوات تزيد على الأربعين، وهي تحكي ما وقع لأصحاب الفيل لا على سبيل سبب النزول وإنما على سبيل قصص السابقين للعظة والاعتبار، وقد تنبه السيوطي إلى ذلك إذ قال في مقدمة كتابه: "والذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه". ثم إنه عزا كل حديث إلى من خرَّجه من أصحاب الكتب المعتمدة، وميَّز الصحيح من غيره، وجمع بين الروايات المتعارضة، وقد أوضح مذهبه في الأخذ بقول الصحابي في سبب النزول فقال: "وقد تنازع العلماء في قول الصحابي نزلت هذه الآية في كذا هل يجري مجرى المسند كما لو ذكر السبب الذي أُنزلت لأجله، أو يجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند؟... إذا ذُكر سببا نزلت عقبه فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند". وطريقته المطردة هي إيراد عناوين السور على ترتيب المصحف، ثم عرض الآيات التي ورد فيها رواية صحيحة من أسباب النزول فيسوق الآية وما ورد فيهها، فإن كان الوارد زيادة على ما أورده الواحدي في كتابه ميزه السيوطي بحرف (ك). فإن وردت أكثر من رواية في سبب نزول الآية أوردها جميعا ثم جمع بينها ورجح.