تناول هذا الكتاب الجانب المنهجي للتفسير الموضوعي محاولا التعرف على نواته الأولى ثم تطوره وأنواعه. وقد دفع الكاتب إلى التصنيف في هذا الموضوع قلة الكتابات التي تناولت الجانب المنهجي في هذا اللون من التفسير واكتفاء أغلبها بالدراسات التطبيقية سواء منها ما تناول تفسير موضوعات من خلال القرآن أو تفسير سورة تفسيرا موضوعيا. وقد سار المصنف على منهجية التزام دلالات ظاهر النص، والاستدلال بما صح من السنة، وتوثيق الأقوال، والسير على المنهج العلمي في الاستنباط والمناقشة. وقد استعرض المصنف دراسته على هيئة موضوعات حاز الجانب النظري منها الثلث الأول من الكتاب. وقد استهله المصنف بتمهيد عن نشوء علم التفسير وتطوره، ثم تعريف التفسير الموضوعي كعَلَم على لون من ألوان التفسير بعد شرح مقتضب لجزئي المصطلح المركب منهما. ثم تناول نشأة التفسير الموضوعي وكتابات المتقدمين فيه وإن لم تستخدم المصطلح ذاته ككتاب الأشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان وكتاب التصاريف ليحيى بن سلام وكتاب المفردات للراغب وغيرها على ما غلب في هذه الكتب من جانب لغوي للكلمات القرآنية الغريبة التي تتعدد دلالاتها بحسب الاستعمال. كما تناول المصنف في تمهيده تطور التفسير الموضوعي إلى عصرنا الحاضر الذي ذخر بمؤلفات كثيرة تحمل عناوين شتى مثل الإنسان في القرآن، المرأة في القرآن، الأخلاق في القرآن، اليهود في القرآن، الصبر في القرآن، الرحمة في القرآن.. إلى غير ذلك. ثم تناول المصنف ثلاثة ألوان للتفسير الموضوعي هي: تتبع لفظة قرآنية ثم جمع الآيات التي ترد فيها ومحاولة استنباط دلالات كلية لها من خلال استعامل القرآن لها، واللون الثاني وهو تحديد موضوع ما يلحظ الباحث تعرض القرآن له بأساليب متنوعة في العرض والتحليل والمناقشة والتعليق، واللون الثالث وهو يبحث عن الهدف الأساسي في السورة الواحدة. وبعد التمهيد تعرض المصنف لمناهج البحث في التفسير الموضوعي سواء في القرآن ككل أو في سورة واحدة. ثم تطرق المصنف إلى صلة التفسير الموضوعي بالأنواع الأخرى من التفسير، والكلام عن علم المناسبات في السورة الواحدة وبين السور. وإلى هذا الحد ينتهي الثلث النظري في الكتاب ويبدأ الجزء التطبيقي الذي استهله المصنف بمثال على موضوع الألوهية من خلال القرآن، ثم مثال تطبيقي في تفسير "القيم" في ضوء سورة الكهف. والكتاب سهل العبارة، موجز الشرح، كثير النفع، كثير المراجع، ينصح به حتى للمستوى المبتدئ.