منهاج السنة النبوية
ابن تيمية
منهاج السنة النبوية
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم من تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، ويعد من أكبر مؤلفاته وأشهرها كذلك، ويشتمل على الرد على الشيعة الإثني عشرية وفرقة القدريّة، وقد كتبه في الأصل ردا على كتاب الفقيه الشيعي المعروف ابن المطهر الحلي منهاج الكرامة. وكتاب "منهاج الكرامة" يدور حول أهم أصول الشيعة وهو الإمامة، وقد قام شيخ الإسلام بالرد على كل المزاعم المذكورة في هذا الكتاب. ابتدأ الشيخ الكتاب بخطبة ثم مقدمة، وذكر الباعث على تصنيف هذا السفر الجامع: " فإنه قد أحضر إلي طائفة من أهل السنة والجماعة كتابا صنفه بعض شيوخ الرافضة في عصرنا منفقا لهذه البضاعة، يدعو به إلى مذهب الرافضة الإمامية، من أمكنه دعوته من ولاة الأمور، وغيرهم أهل الجاهلية، ممن قلت معرفتهم بالعلم والدين، ولم يعرفوا أصل دين المسلمين، وأعانه على ذلك من عادتهم إعانة الرافضة من المتظاهرين بالإسلام، من أصناف الباطنية الملحدين الذين هم في الباطن من الصابئة الفلاسفة الخارجين عن حقيقة متابعة المرسلين الذين لا يوجبون اتباع دين الإسلام، ولا يحرمون اتباع ما سواه من الأديان، بل يجعلون الملل بمنزلة المذاهب، والسياسات التي يسوغ اتباعها، وأن النبوة نوع من السياسة العادلة التي وضعت لمصلحة العامة في الدنيا... وذكر من أحضر هذا الكتاب أنه من أعظم الأسباب في تقرير مذاهبهم عند من مال إليهم من الملوك، وغيرهم، وقد صنفه للملك المعروف الذي سماه فيه خدابنده، وطلبوا مني بيان ما في هذا الكتاب من الضلال، وباطل الخطاب، لما في ذلك من نصر عباد الله المؤمنين، وبيان بطلان أقوال المفترين الملحدين. فأخبرتهم أن هذا الكتاب، وإن كان من أعلى ما يقولونه في باب الحجة والدليل، فالقوم من أضل الناس عن سواء السبيل، فإن الأدلة إما نقلية، وإما عقلية، والقوم من أضل الناس في المنقول، والمعقول في المذاهب والتقرير، وهم من أشبه الناس بمن قال الله فيهم: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}، والقوم من أكذب الناس في النقليات، ومن أجهل الناس في العقليات، يصدقون من المنقول بما يعلم العلماء بالاضطرار أنه من الأباطيل، ويكذبون بالمعلوم من الاضطرار المتواتر أعظم تواتر في الأمة جيلا بعد جيل، ولا يميزون في نقلة العلم، ورواة الأحاديث والأخبار بين المعروف بالكذب، أو الغلط، أو الجهل بما ينقل، وبين العدل الحافظ الضابط المعروف بالعلم بالآثار". ثم بعد ذلك يبدأ بالرد على الفصل الأول إلى نهاية الجزء الأول من الطبعة التي بين يدينا، ويدور موضوعها حول قدم العالم، وجواز تسلسل الحوادث وما إلى ذلك من المباحث والمسائل ردا على مزاعم الرافضي؛ أما الرد على الفصل الثاني فقد كان الأطول والأكثر استطرادا حيث قام ابن تيمية بالرد على جميع النقاط التي ذكرها الرافضي بالتفصيل وقسم رده إلى ستة أوجه.. وكذلك في بقية أقسام الكتاب يقوم ابن تيمية بالرد على فصول "منهاج الكرامة" ومزاعم مؤلفه بقدر ما يحتاجه الموضوع من تفصيل واستطراد. وشيخ الإسلام في هذا الكتاب يقرر أصول أهل السنة والجماعة بالكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة معتمدا الحجة النقلية والعقلية، مفندا الأسس التي يقوم عليها المذهب الشيعي القدري.