رفع الملام عن الأئمة الأعلام
ابن تيمية
رفع الملام عن الأئمة الأعلام
نبذة عن الكتاب

هذا الكتاب القيم هو أحد مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية؛ أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن عبد الله بن أبي القاسم الخضر النميري الحراني الدمشقي الحنبلي أبو العباس تقي الدين، الفقيه المحدث المفسر الحبر بحر العلم وإمام أهل السنة في زمانه، أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري، ألفت في مناقبه مؤلفات كثيره، منها العقود الدرية والشهادة الزكية والأعلام العلية، وغيرها. ذكر فيه شيخ الإسلام أسباب اختلاف الأئمة والعلماء في بعض فروع مسائل الفقه الإسلامي، وبين أن ذلك لا ينقص من قدرهم وقيمتهم، ولم يكن لهوى في نفوسهم. وقد كان الدافع لتأليف هذا الكتاب هو الملامة التي كانت تصدر عن بعض الناس لبعض أعلام الأمة لمخالفتهم بعض أحاديث النبي ﷺ. فكان هدف هذا الكتاب هو رفع تلك الملامة عنهم، وتبرير موقفهم. فكان لا بد من توضيح الأمر للناس، وأن تلك الملامة قول باطل. وقد قسم ابن تيمية أسباب وقوع الخلاف بين العلماء إلى ثلاث أسباب رئيسة وهي: عدم اعتقاده أن النبي ﷺ قاله؛ وعدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بهذا القول؛ واعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ. ثم فصل تلك الأعذار إلى عشرة أسباب وفصلها في كتابه، وهي: ألا يكون الحديث قد بلغه؛ وأن يكون الحديث قد بلغه لكنه لم يثبت عنده؛ واعتقاد ضعف الحديث باجتهاد قد خالفه فيه غيره؛ واشتراطه في خبر الواحد العدل الحافظ شروطا يخالفه فيها غيره؛ وأن يكون الحديث قد بلغه وثبت عنده لكن نسيه؛ وعدم معرفته بدلالة الحديث؛ والاعتقاد بأن الدلالة في الحديث لا يؤخذ بها؛ واعتقاده أن تلك الدلالة قد عارضها ما يدل أنها ليست مرادة؛ واعتقاده بأن الحديث معارَض بما يدل على ضعفه أو نسخه أو تأويله بما يصلح أن يكون معارضا؛ ومعارضته بما يدل على ضعفه أو نسخه أو تأويله مما لا يعتقد غيره بأن جنسه معارض، أو لا يكون في الحقيقة معارضا راجحا. ثم قام ابن تيمية في تتمة الكتاب بالحديث عن أحاديث الوعيد، وضرب بها أمثلة على اختلاف العلماء فيها، وكيف خصصوا بعضها دون غيره. ويتضح من الكتاب منهج ابن تيمية في تقسيم الأسباب التي يرجع إليها اختلاف العلماء، ومناقشة كل سبب بالتفصيل، وضرب الأمثلة من الفروع والمسائل الفقهية. وللكتاب أهمية كبيرة تكمن في دفاع ابن تيمية عن منطقية حصول الاختلافات بين فتاوى أئمة الأمة الإسلامية، مما يعد أمرا هاما عند المسلمين، لضرورة ثبات ورسوخ تقوى وجدارة من يأخذون عنهم دينهم. وجاء في أهمية الكتاب في كتاب الجرح والتعديل: (ومن أنفع ما ألف في هذا الباب كتاب "رفع الملام عن الأئمة الأعلام"، فإنه جدير لو كان في الصين أن يُرحل إليه، وأن يعض بالنواجذ عليه، فرحم الله من أقام المعاذير للأئمة، وعلم أن سعيهم إنما هو إلى الحق والهدى).