هذا الكتاب هو شرح لمتن "منظومة الإيمان" المسمى "قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان"، لمؤلفهما أبي محمد عصام البشير المراكشي من المغرب، لما رأى أن النفع بها لا يتم إلا بشرح يحُل ألفاظها، ويقيد مطلقها، ويخصص عمومها، ويوضح مقاصدها، فشرع - مستعينا بالله تعالى - في هذا الشرح المتوسط الذي توسع فيه في بعض المواضع، فيخرج عن المذكور في المنظومة، دون أن يهجر لب الموضوع، إذ ليست المنظومةُ مقصودة لذاتها، ولكن المقصود هو فهم مسائلها والإحاطة بعلمها. وقد راعى المؤلف في شرحه الاختصار الشديد مع الإحاطة بكل جوانب الموضوع، ولم شمله؛ فأما الاختصار فلأنه لو بسط الكلام في هذه المباحث المعروضة لجاء الكتاب فيه عدة مجلدات، مع أن المقصود إنما هو تقديم متنٍ مختصر مشروح ومعد للحفظ والتدريس، وأما الإحاطة فلأن هذه المنظومة تشتمل على كل المباحث النافعة في موضوع الإيمان، ولا تغفل شيئا مما يحتاج إليه المسلم في هذا الباب، بل إن فيها إشاراتٍ مفيدة في كافة أبواب العقيدة، بحيث يمكن أن تدرس العقيدة كلها من خلال هذه المنظومة إذا راعى المدرس التفصيل اللازم في مواضع التفصيل، والإجمال في مواضع الإجمال. وتجدر الإشارة إلى أن المتن هو نظم لأهم أركان هذه العقيدة: مسائل الإيمان والكفر، وهي التي تسمى كذلك مسائل الأسماء والأحكام، وذلك لأنها أسماء ذات حقيقة شرعية كالإيمان والكفر والظلم والفسق وغيرها، عُلِّقَت عليها أحكامٌ شرعية متعددة في الدنيا والآخرة. أنشأه لما رأى الحاجة متأكدة إلى جمع شتات هذا الموضوع وتقديمه إلى شباب " الصحوة "، وطلبة العلم، والدعاة إلى الله، بأسلوب ميسر، ووفق منهج علمي متناسق. ولقد طالما تمنى الناظم أن يجد متنا من متون العقائد، جامعا لمسائل الإيمان، ميسَّرا لمن رغب في حفظه، أو أراد تدريسه وتعليمه للمبتدئين، مع كونه موافقا لروح العصر، معبِّرا عن التطبيقات الواقعية لهذه المسائل. ولما لم يجد بغيته، استعان الله عز وجل في تأليف هذه "المنظومة الإيمانية"، التي حاول أن يجمع فيها أهم مسائل الإيمان، وأغفل ما ليس ذا فائدة مما كثر حوله الجدال العقيم. وضمن ذلك في مائة بيت - غير المقدمة والخاتمة - من بحر الرجز. وجميعها مائة وستة عشر بيتا.وقد قسم المؤلف هذا الكتاب عدة أقسام: الباب الأول: حقيقة الإيمان، ويتضمن تعريف الإيمان لغة، وشرعا، وقول القلب، وقول اللسان، وأعمال القلب، وأعمال الجوارح، وأقوال أهل البدع في حقيقة الإيمان. الباب الثاني: زيادة الإيمان ونقصانه، ويتضمن أدلة الزيادة والنقصان، وأوجه الزيادة والنقصان، وأقوال المخالفين. الباب الثالث: الكفر وضوابط التكفير، ويتضمن الكفر لغة واصطلاحا، وقاعدة تكفير المعين، وموانع التكفير، وقواعد في التكفير. الباب الرابع: نواقض الإيمان في الربوبية، والأسماء والصفات، والألوهية، والنبوات والمغيبات وأمور أخرى. ثم الخاتمة.وقد أوصى بعضهم بحفظ منظومة "قلائد العقيان بنظم مسائل الإيمان" لطلبة العلم، لكونها على بحرِ الرجز، وسلاسة لفظها، وسهولة سبكها.