هذا الكتاب القيم هو مختصر في أصول الفقه، وهو في الأصل مذكرة أصولية نافعة، كتبها أربعة من أهل العلم المحققين لطلبة المعاهد العلمية الشرعية في بلاد الحرمين. وقد انتشرت هذه المذكرة بين الطلاب في تلك السنين، وحفظها كثير من محبي علم الأصول. شارك في تأليف الكتاب الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد، المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والشيخ عطية محمد سالم وهو أيضا مدرس بالجامعة الإسلامية آنذاك، والشيخ حمود بن عقلا المدرس بكلية الشريعة بالرياض وقتها كذلك. وقد دفعهم للتأليف في هذا العلم الجليل هو عظم الحاجة إلى القواعد والأصول التي يعتمد عليها العلماء في استنباط الأحكام ومعرفتها، للفقيه وطالب العلم الشرعي على حد سواء. وقد وضع الكتاب كمنهج للمرحلة الثانوية في المملكة والمعهد الثانوي في الجامعة الإسلامية؛ يقول مؤلفوه: " وقد عهدت الإدارة العامة للمعاهد والكليات إلى بعض أبنائها بوضع مذكرة في هذا الفن وفق المنهج المقرر للسنة الخامسة الثانوية في المعاهد العلمية، يتوخى فيها الإيجاز ودقة التعبير ووضوح العبارة ووفرة الأمثلة". ويتكون الكتاب من عدة فصول تندرج تحتها مباحث وتقسيمات، فبدأ المؤلفون بأصول الفقه وتعريفه من جهتين: كونه مركبا إضافيا، وكونه لقبا لهذا الفن؛ ثم يتناول الكتاب الحكم وتعريفه وأقسامه: الشرعي والتكليفي، وأقسام كل منها؛ ثم فصل في أقسام الكلام وتعريف كل قسم وبيان صيغه، ومنه الأمر والنهي والعام والخاص، واستطرد الكتاب في تقسيم المخصصات كالمخصص بنص من الكتاب والسنة، والإجماع والقياس والحس والعقل؛ ثم أقسام اللفظ من حيث الدلالة كالمجمل والمبين؛ ثم النسخ وأحكامه؛ ثم الإجماع؛ ثم الأخبار وأنواعها وأحكامها؛ ثم صيغ الأداء ومنها أفعال النبي ﷺ وتقريراته؛ ثم القياس؛ ثم الاجتهاد؛ ثم التقليد؛ ثم المفتي والمستفتي. وقد توخى المؤلفون في هذه المذكرة الإيجاز ودقة التعبير ووضوح العبارة ووفرة الأمثلة، كما تتسم المذكرة بالمنهجية العلمية في تناول الموضوع وتقسيمه لكي تصلح لتكون مادة علمية لطلاب العلم المبتدئين في هذا العلم. وقد راجع هذه المذكرة الشيخ عبد الرزاق عفيفي نائب مفتي المملكة العربية السعودية، وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، وأول رئيس للمعهد العالي للقضاء. وقد تناول هذه المذكرة بالشرح كثير من الشراح وأهل العلم