هذا الكتاب القيم في تفسير القرآن الكريم، وضعه العلامة فيصل بن عبد العزيز بن فيصل بن حمد المبارك، العالم بالتفسير والحديث، وقد ولاه الملك الإمام عبد العزيز رحمه الله القضاء في مناطق مختلفة من المملكة. والمؤلف نشأ في أصل العربي، وسرى في بلادهم وسمع كلام البادية والحاضرة حتى كان أبوه إذا سمع القرآن يعرف معناه بمجرد التلاوة. ويرى المؤلف أهمية التفاسير السلفية والاهتمام بها لكثرة أصحاب البدع الذين يفسرون كلام الله وفق أهوائهم. بين المؤلف سبب تأليفه لهذا الكتاب وهو أهمية تفسير القرآن للناس بألسنتهم، وتبيين معانيه على قدر أفهامهم. والتفسير الذي بين يدينا مكون من أربعة أجزاء، الجزء الأول يحتوي على المقدمة وبداية تفسير سورة الفاتحة وحتى الآية ١٤٧ من سورة النساء؛ أما الجزء الثاني فمن الآية ١٤٨ من سورة النساء حتى تفسير سورة الإسراء؛ والجزء الثالث من سورة الكهف حتى سورة فصلت؛ أما الجزء الأخير فمن سورة الشورى حتى سورة الناس. وفد قسم المؤلف تلك الأجزاء إلى ثلاثمائة وثلاثة عشر درسا، كل درس من هذه الدروس يحتوي على عدد من آيات السورة المراد تفسيرها حسب طولها أو قصرها. ويعرض المؤلف الآيات المراد تفسيرها في بداية الدرس ثم يقوم بعد ذلك بتفسيرها، كل موضع بحسبه. كما عني المؤلف بإيراد الآيات والأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين والمفسرين حول الآية المراد تفسيرها مع مراعاة الاختصار، وابتعد عن البسط والتطويل في تفسير الآيات، كما أعرض عن تفسير الآيات الظاهر معناها من خلال السياق. وأكثر ما في هذا الكتاب قد نقله المؤلف من تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي. وإذا نقل المؤلف كلام أحد المفسرين بلفظه فإنه يعزوه وإذا تصرف لا يعزوه، كما حاول الابتعاد عن الأحاديث الإسرائيلية التي تخالف الشرع وكذلك الأحاديث التي فيها ضعف أو وضع. وقد أثنى على هذا التفسير الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله فقال: أول ما يبدأ طالب العلم يقرأ في تفسير الشيخ فيصل بن مبارك، فهو تفسير ماتع، وكثير من طلاب العلم في غفلة عنه، وهو خلاصة تفسير السلف، ومستمد من تفسير الطبري وابن كثير والبغوي .