تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن
عبد الرحمن السعدي
تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن
نبذة عن الكتاب

يعد هذا التفسير اختصارا لتفسير الشيخ المطول المسمى بـ"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان". وهو يقول عن سبب كتابته هذا التفسير المختصر: "فقد كنت كتبت كتابا في تفسير القرآن مبسوطا مطولا، يمنع القراء من الاستمرار بقراءته، ويفتر العزم عن نشره، فأشار عليَّ بعض العارفين الناصحين أن أكتب كتابا غير مطول، يحتوي على خلاصة ذلك التفسير، ونقتصر فيه على الكلام على بعض الآيات التي نختارها وننتقيها من جميع مواضيع علوم القرآن ومقاصده ..."؛ فالأصل هو بمثابة الشرح لمن أراد أن يتوسع. ورغم ذلك فإن طريقة تأليف المختصر مختلفة عن المطول؛ فقد بيَّن المؤلف طريقة تقسيمه للكتاب في رسالة لأحد طلابه قائلا: "وطريقة هذا التصنيف: أولا: مقدمة في الأوصاف العامة التي وصف الله بها القرآن، ثم ذكر آيات التوحيد والإيمان والكلام عليها، ثم آيات في الرسالة والمعاد وبقية العقائد والكلام عليها، ثم آيات جوامع في الأخلاق الدينية العمومية، ثم ذكر آيات الأحكام، ثم ذكر قصص الأنبياء المذكورة في القرآن وما يستفاد منها، ثم ذكر فوائد منثورة، وبها انختم الكتاب". وهذا كله في أكثر من سبعة وعشرين فصلا في التفسير وعلوم القرآن وموضوعاته. أما عن منهجية الشيخ في تأليفه؛ فإنه يجمع الآيات الدالة على موضوع واحد، ويذكرها كاملة، ثم يفسرها مجزأة، وأحيانا يذكر بعض الآيات ويقول: إلى آخرها، أو إلى آخر القصة، ونحو ذلك، ويندر أن يفسر مفردات الآية دون ذكر مسبق لها. وهو يبدأ عادة بذكر أشمل آية في الموضوع، فيجعلها كالعنوان له، ثم يفسرها، ذاكرا مثيلاتها أو مشيرا إليها من غير تصريح. ويجتهد في استيعاب دلالات الآية أو الآيات على الموضوع وأهدافه الرئيسة، فنيستخرج عناصر الموضوع وفروعه وجزئياته من خلال تقسيمه للآيات، ثم يدرسها دراسة وافية مستنبطا الفوائد والأحكام. كل هذا يدل على اطلاعه على أسباب النزول وأقوال السلف وأوجه تفسير الآيات ودلالات استعمال الألفاظ والجمل في اللغة العربية. وهو مع ذلك يورد الراجح والمشهور من الأقوال ويُعرض عن الضعيف والأقوال المحتملة إلا ما ندر، كما أنه يُعرض عن ذكر الغرائب والحكايات والإسرائيليات. ولا ريب أن تلك الطريقة التي سلكها المؤلف في تقسيمه للكتاب جعلت له قيمة علمية عالية، بسبب تنوع وشمول موضوعاته التي استوعب فيها العقيدة والعبادات والمعاملات والسيرة والقصص وغيرها. هذا مع الأسلوب اليسير في العرض واستيفاء الموضوعات والاستنباطات الدقيقة. أما عن مصادر الكتاب؛ فإن السعدي قد استفاد كثيرا من عدد من العلماء؛ منهم: البغوي في معالم التنزيل، وابن تيمية وابن القيم، وابن كثير في تفسيره، وابن رجب في الفصل الذي عقده المؤلف بعنوان "في جوامع الحكم والقضايا في الآصول والفروع".