هذه الرسالة المختصرة للشيخ العلامة حمود التويجري رحمه الله - الإمام الفقيه المعروف بمجاهدة أهل الأهواء والابتداع والذب عن السنة والشريعة بالجزيرة العربية - هي نبذة وجيزة في بيان تحريم موالاة أعداء الله من المرتدين والمنافقين واليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من أصناف المشركين، والتحذير من موادتهم وتعظيمهم وبداءتهم بالسلام، وتقديمهم في المجالس، وغير ذلك مما فيه تعظيم لهم بالقول أو بالفعل. وقد دعاه إلى جمعها ما وقع فيه كثير من المسلمين في من تعظيم أعداء الله تعالى وموادتهم واتباع سننهم حذو النعل بالنعل، والمقصود من ذلك النصيحة للمسلمين وتحذيرهم من سوء عاقبة التذلل لأعداء الله تعالى وموالاتهم وموادتهم. وقد وقع الكلام في ثلاثة عشر فصلا، تضمنت النهي عن موالاة أعداء الله، الأسباب الجالبة لموالاة أعداء الله، أحاديث وردت في النهي عما فيه تعظيم لأعداء الله، تحريم العيادة والتعزية للمشرك والكتابي إلا لمصلحة راجحة، النهي عن مصاحبة أعداء الله ودعوتهم إلى طعام، النهي عن مكاتبة أعداء الله وتكنيتهم بكنى الإسلام، عدم جواز مدح أعداء الله، عدم جواز وصف أعداء الله بصفات الإجلال والتعظيم، النهي عن مجامعة المشركين ومساكنتهم، أن الحب والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، ذكر الأحاديث الواردة في هجران أهل المعاصي، ذكر الآثار الواردة في هجران أهل المعاصي، ذكر الأحاديث الواردة في هجر أهل البدع. والكتاب يذكر المسائل بدلائلها من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة، مكثرا من النقل عن أئمة السنة المتبوعين المتقدمين والمتأخرين، لا سيما تقريرات ابن تيمية في "اقتضاء الصراط" وغيره، وهو كثير الإيراد لأقوال المذاهب المختلفة عند تحريره للمسائل، ويرجح ترجيحات سديدة، وكذا أقوال الأئمة المفسرين كالطبري، وشراح الحديث كابن حجر، ويعنى بخاصة بالمظاهر التي حدثت في الواقع مما يدخل في المناهي التي يذكرها، ولا يتحرج من تبيان الانحرافات الواقعة في زماننا في كثير من الأبواب المتعلقة بالموالاة. على أنه يذكر الأحاديث مع قليل من التحقيق لها والتصحيح والتضعيف، ومنها ما هو منقول من الكتب التي هي مظنة الضعف كالطبراني وأبي يعلى وأبي نعيم ونحوهم، ولا ينبه على ذلك، إضافة إلى كثرة النقل من مسند الإمام أحمد.