تأتي "مشروعات الفقه المنجزة" لتقدم المعونة وتمهد السبيل أمام طالب الهدى والحق، بعد أن تكاثرت لدينا الكتب والمواد العلمية وتنوعت المصادر المعرفية فصارت الحيرة سمة غالبة على من يطالعها ويتقلب بين جنباتها من السالكين.
ونرى أن من أنفع ما نقدمه للمسلم "المعاصر" هو خدمة علوم سلفنا الصالح وتقريبها – بصدق وأمانة – بما يوافق لغة العصر، وقد أرشدنا الله تعالى إلى ذلك فقال: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم﴾ [إبراهيم: ٤]. فالبيان يقتضي مخاطبة الناس بما يعرفون. وعوضا عن الإكثار من التأليف والتصنيف فإن تقريب كتب المتقدمين أنفع وأرجى للبركة. لهذا كثيرا ما نطالع المختصرات والتهذيبات والأدلة المشجرة ونحوها من مصنفات المعاصرين التي تنحو هذا المنحى.