أبو جعفر الطحاوي

أبو جعفر

أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي

والملقب بـ

هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الطحاوي، فقيه انتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر. ولد عام 238هـ الموافق 852م في قرية طحا في المنيا بصعيد مصر، وتفقه على مذهب الشافعي، ثم تحول حنفيا، من أشهر كتبه العقيدة الطحاوية.نشأ الطحاوي في أسرة معروفة بالعلم والتقى والصلاح، كما كانت ذات نفوذ ومنعة وقوة في صعيد مصر. وكان والده من أهل العلم والأدب والفضل، أما والدته فهي على الراجح أخت المزني صاحب الإمام الشافعي، وقد كانت معروفة بالعلم والفقه والصلاح، وقد ذكرها السيوطي فيمن كان في مصر من الفقهاء الشافعية. وتتلمذ الطحاوي على يد والدته الفقيهة العالمة الفاضلة، ثم التحق بحلقة الإمام أبي زكريا يحيى بن محمد بن عمروس، والتي تلقى فيها مبادئ القراءة والكتابة، واستظهر القرآن الكريم، ثم جلس في حلقة والده، واستمع منه، وأخذ عنه قسطا من العلم والأدب، ونهل الطحاوي من معين علم خاله "المُزني"، فاستمع إلى سنن الإمام الشافعي، وإلى علم الحديث ورجاله.عاش الطحاوي في القرن الثالث الهجري في العصر العباسي الثاني، والذي يُعد بدء عصر انحلال الخلافة العباسية، وسمي ذلك العهد (عهد نفوذ الأتراك)؛ لتولي الأتراك مقاليد أمور الدولة.وقد عاصر الطحاوي جميع أمراء الدولة الطولونية، وكانت له لدى بعض أمرائها مكانة مرموقة. ومن هؤلاء الأمراء الذين عاصرهم الطحاوي: أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، وخمارويه بن أحمد بن طولون. أما منهجه في المذهب وترجيحه للأقوال فإنه يعتبر قدوة ومدرسة في ذلك، فلم يمنعه التزامه بمذهب "أبي حنيفة" النظر في الأدلة والأقوال المخالفة لمذهبه، وترجيح بعضها على بعض بحسب ما يراه راجحا، وما يتبين له من الحق، وهذا من أمثل المناهج في التفقه والنظر، وذلك لمن حصلت له الأهلية في ذلك.تخرج على كثير من الشيوخ وأفاد منهم، وقد أربى عددهم على ثلاثمائة شيخ، فقد سمع من هارون بن سعيد الأيلي، وخاله إسماعيل المزني، فقد روى عنه مسند الشافعي، وسليمان بن شعيب الكيساني، ووالده محمد بن سلامة، وإبراهيم بن منقذ، والربيع بن سليمان المُرَادي، وبكار بن قُتيبة، ويزيد بن سنان البصري وغيرهم. وانتهت إليه رياسة الحنفية بمصر.روى عنه خلق منهم: أحمد بن القاسم الخشاب، وأبو الحسن محمد بن أحمد الأخميمي، ويوسف الميانجي، وأبو القاسم الطبراني، وعبد العزيز بن محمد الجوهري قاضي الصعيد، ومحمد بن بكر بن مطروح، ومحمد بن الحسن ابن عمر التنوخي، ومحمد بن المظفر الحافظ، وغيرهم.أثنى على الإمام الطحاوي غير واحد من أهل العلم، والفقه، والحديث، وعلماء الجرح والتعديل. قال ابن يونس: (وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا، لم يخلف مثله). وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (كان الطحاوي ثبتا، فقيها، عاقلا). وقال الصلاح الصفدي في الوافي: (كان ثقة نبيلا، ثبتا، فقيها، عاقلا لم يخلف بعده مثله). وللطحاوي الكثير من المؤلفات النافعة، وأهمها: العقيدة الطحاوية، ومشكل الآثار في اختلاف الحديث، واختلاف العلماء، والتسوية بين حدثنا وأخبرنا، وشرح معاني الآثار، وأحكام القرآن الكريم.توفي رحمه الله عام 321هـ الموافق 933م، ودُفِن بالقرافة، وقبره مشهور بها، وله من العمر اثنان وثمانون عاما، وخلَّف من الذرية ابنا واحدا، هو علي بن أحمد بن محمد الطحاوي.

كتب المصنف في الموقع