الإمام أحمد بن علي المكنى بأبي بكر الرازي الجصاص الحنفي، ولقبه الجصاص وذكره ابن الفرضي باسم الخصاصي، وسمي بالجصاص نسبة إلى العمل بالجص وذكر ذلك السمعاني.ولد الإمام الجصاص عام 305هـ في مدينة الري والتي ينسب لها بالرازي والتي تقع بالجزء الجنوب شرقي لطهران بإيران. وقد مكث بها حتى سن العشرين حيث رحل إلى بغداد.كان زاهدًا وورعًا وجمع إلى العلم الصلاح والتقوى، وكان جادًا في طلب العلم، حتى صار إمام الحنفية في عصره ببغداد، وأصبح يشار إليه بالبنان. حاز الإمام مكانة علمية سامقة بين علماء الأمة عموما، وعلماء الحنفية خصوصا. وقد انتهت إليه رياسة المذهب الحنفي ببغداد ودخل بغداد سنة 325هـ ثم خرج إلى الأهواز ثم عاد إلى بغداد ثم خرج إلى نيسابور مع الحاكم النيسابوري برأي شيخه أبي الحسن الكرخي ومشورته فمات الكرخي وهو بنيسابور. ثم استقر به المقام في بغداد يدرس ويفقه الناس.من شيوخه الذين سمع منهم وتتلمذ على أيديهم أولاً فأول: أبي الحسن الكرخي الذي تأثر به الجصّاص في الورع والزهد، أبي سهل الزجاج، عبد الباقي بن قانع عنه أخذ الحديث، أبو حاتم الرازي، وغيرهموانتفع به خلق كثير، تفقّه على يديه: أبو عبد الله الجرجاني، وأبو الحسن الزعفراني، أبو بكر الخوارزمي، وأبو عبد الله الجرجاني، وأبو الفرج المعروف بابن المسلمة، وابن أحمد النسفي، وغيرهم كثير.وقد ألف الشيخ مؤلفات عدة منها: شرح الجامع الكبير لمحمد بن الحسن الشيباني، شرح الجامع الصغير لمحمد بن الحسن الشيباني، شرح المناسك لمحمد بن الحسن الشيباني، شرح مختصر الفقه للطحاوي، شرح آثار الطحاوي، مختصر اختلاف الفقهاء للطحاوي، شرح ادب القاضي للخصاف، شرح مختصر الكرخي، شرح الأسماء الحسنى، جوابات المسائل، أحكام القرآن، الفصول في الأصول، وغيرها من المؤلفات.توفى في يوم الأحد سابع من ذي الحجة عام 370هـ عن عمر يناهز الخمس والستين سنة، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.