هو أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن أبو العباس شهاب الدين الصنهاجي القرافي من علماء المالكية، ويسمى الصنهاجي نسبة إلى قبيلة صنهاجة من برابرة بالمغرب والقرافي نسبة إلى القرافة المحلة المجاورة لقبر الإمام الشافعي بالقاهرة. وهو مصري ولد عام ٦٨٤هـ في قرية من صعيد مصر، وتتلمذ القرافي علي يد العديد من شيوخ عصره منهم: أبو عمرو عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس المعروف بابن الحاجب، وعبد العظيم بن عبد العظيم بن عبد القوي زكي الدين المنذري، وعز الدين بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي، وأبو بكر شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي، وأبو محمد بن عمران بن موسى المشهور بالشريف الكركي، عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن خلف بن بدر، وعبد الوهاب بن الحسن، وفخر الدين محمد بن محمد المصري الشافعي، وزين الدين عبد الكافي بن علي السبكي المصري. حيث درس القرافي بالمدرسة الصالحية وبعد وفاة الشيخ شرف الدين السبكي كان أحسن من ألقى الدروس وأتقن الخطابة والمنطق. ومن تلاميذه: أبو القاسم عبد الرحمان بن أبي محمد عبد الوهاب، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الباقوري، وأبو حفص عمر بن أبي اليمن علي بن سالم بن صدقة اللخمي، وأبو عبد الله محمد بن راشد البكري القفصي، كما أخذ عنه في الأصول عدد كبير من العلماء من مثل محمد بن محمود بن محمد بن عباد العجلي، ومحمد بن يوسف الجزري، وأبي العباس أحمد بن محمد المقدسي المقرئ الفقيه الحنبلي والنحوي، وشمس الدين محمد بن أحمد المعروف بابن عدلان الكناني المصري شيخ الشافعية، وناصر الدين محمد بن عوض البكري المالكي، ومحمد بن عبد الله البكري القفصي. وأجمع علماء عصره من الشافعية والمالكية أنه أحد أفضل ثلاثة في زمانه مع ناصر الدين بن منير، وتقي الدين بن دقيق العيد. له مصنفات جليلة في الفقه والأصول، منها: "أنوار البروق في أنواء الفروق" أربعة أجزاء، و"الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرف القاضي والإمام"، و"الذخيرة" في فقه المالكية ستة مجلدات، و"اليواقيت في أحكام المواقيت"، و"شرح تنقيح الفصول"، و"مختصر تنقيح الفصول"، و"الخصائص" في قواعد العربية، و"الأجوبة الفاخرة في الرد على الأسئلة الفاجرة"، وله شروح على مؤلفات عديدة إذ وضع شرحا لكتابه "التنقيح"، و"شرح التهذيب"، و"شرح الجلاب"، وشرح "الأربعين" لعز الدين الرازي في أصول الدين، توفي سنة 684هـ رحمه الله.