الرازي

والملقب بـ

هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين بن علي الرازي، القرشي التيمي البكري النسب، الشافعي الأشعري، الملقب بفخر الدين الرازي، وهو إمام ومفسر وفقيه أصولي، وعالم موسوعي امتدت بحوثه ودراساته ومؤلفاته من العلوم الإنسانية اللغوية والعقلية إلى العلوم البحتة في: الفيزياء، والرياضيات، والطب، والفلك. ولد في الري سنة 544هـ وقيل 543هـ، وأصله من طبرستان، ونشأ في بيت علم إذ كان والده الإمام ضياء الدين عمر بن الحسن فقيها أصوليا متكلما صوفيا، وكان خطيب الري وعالمها. وله تصانيف كثيرة في الأصول والوعظ وغيرهما، من أهمها: غاية المرام في علم الكلام، وعلى يدي والده ابتدأ فخر الدين طلبه للعلم في صباه، فتعلم العلوم الأولية فأغناه عن طلب العلم على يد سواه حتى وفاته، وبعد أن توفي والده رحل الرازي إلى سمنان ليطلب العلم على كمال الدين أحمد بن زيد لمدة، ثم عاد إلى الري ليطلب العلم على المجد الجيلي، ورحل إلى خوارزم وما وراء النهر وخراسان، وأقبل الناس على كتبه يدرسونها، وكان قائما على نصرة الأشاعرة، كما اشتهر بردوده على الفلاسفة والمعتزلة، ولقب بشيخ الإسلام في هراة، ونال الرازي كمفسر شهرة كبيرة وحظي تفسيره "مفاتيح الغيب" بشهرة واسعة، وقد جمع الرازي في تفسيره كل غريب وغريبة، فهو كان يرى أن القرآن الكريم أصل العلوم كلها، فعلم الكلام كله في القرآن، وعلم الفقه كله مأخوذ من القرآن، وكذا علم أصول الفقه، وعلم النحو واللغة، وعلم الزهد في الدنيا وأخبار الآخرة، واستعمال مكارم الأخلاق. له كتب ومؤلفات كثيرة جدا في جميع علوم عصره، شملت فنون التفسير، والفقه، وأصوله، وعلم الكلام والفلسفة، والبلاغة، وغيرها، وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية انها تصل لحوالي مائتي كتاب، منها: "التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب"، و"أسرار التنزيل وأنوار التأويل"، و"محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين"، و"اعتقادات فرق المسلمين والمشركين"، و"المحصول في علم أصول الفقه"، و"المباحث المشرقية في علم الإلهيات والطبيعيات"، و"لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات"، و"معالم أصول الدين"، و"الأربعين في أصول الدين"، و"المسائل الخمسون في أصول الدين"، و"البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطغيان"، و"المباحث العمادية في المطالب المعادية"، و"إرشاد النظار إلى لطائف الأسرار"، و"نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز"، و"نهاية العقول في دراية الأصول"، و"مناقب الإمام الشافعي"، و"ترجيح مذهب الشافعي وأخباره"، و"النفس والروح وشرح قواهما في علم الأخلاق". وقد رد أئمة أهل السنة على الرازي ومؤلفاته وبينوا ما فيها من أخطاء وانحرافات، باعتباره من أئمة أهل الكلام ومن رؤوس الأشاعرة. توفي الرازي عام 606هــ الموافق عام 1209م في هراة وذهب أكثر المؤرخين إلى أنه دفن في الجبل المجاور لقرية مزداخان القريبة من هراة، رحمه الله وعفا عنه.

كتب المصنف في الموقع