هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي، اشتهر بابن رشد الجد تمييزا له عن حفيده ابن رشد الفيلسوف. ولد (سنة 450 هـ) وتوفي (19 ذو القعدة 520هـ) سنة ميلاد حفيده ابن رشد، كان ابن رشد الجد شيخ المالكية وقاضي الجماعة بقرطبة، واشتهر في المغرب والأندلس، فقد كان من فقهاء مجلس أمير المسلمين على بن يوسف، وهو من الفقهاء الذين أثروا الحركة العلمية عند الدولة المرابطية بالكثير من الفتاوى التي ساهمت في تسيير دولة المرابطين. وإحدى أشهر تلك الفتاوى هي فتوى أفادت الأمير علي بن يوسف بإبعاد النصارى المعاهدين بغرناطة إلى المغرب لغدرهم بالمسلمين وكانت تلك الفتوى (عام 520 هـ) وتم بعدها ترحيلهم إلى مدينتي مكناسة وسلا بالمغرب. من أبرز تلامذته؛ الفقيه والقاضي والمؤرخ "القاضي عياض" ووقد أجرى معه حوارات فقهية عرفت باسم "سؤالات لابن رشد". وقاضي الجماعة بقرطبة "ابن أصبغ الأزدي" و"ابن بشكوال" وقال عنه: "كان فقيها عالما حافظا للفقه مقدما فيه على جميع أهل عصره عارفا بالفتوى بصيرا بأقوال أئمة المالكية، نافذا في علم الفرائض والأصول من أهل الرياسة في العلم والبراعة والفهم مع الدين والفضل والوقار والحلم والسمت الحسن والهدي الصالح المؤرخ". ومن تلامذته أيضا، المحدث "ابن سعادة" و"ابن النعمة" الحافظ المفسر، و"ابن الوزان". من أشهر مؤلفاته" التحصيل والبيان في الفقه وهو مؤلف ضخم ترك منصب قاضي الجماعة (قاضي القضاة) لأجل إتمامه بعد أن تولاه لأربع سنوات. ومن مؤلفاته أيضا "المقدمات" في الفقه، وكتاب البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل، واختصار مشكل الآثار للطحاوي، واختصار المبسوطة. وكان سهل اللقاء كثير النفع وحسن الخلق.