هو الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي. أستاذ مشارك من أشهر أعلام الصحوة السعودية، وواحد من كتاب الصحوة ومن أخصبهم إنتاجًا. وله نقد واسع لمبادئ العلمانية الصادرة من الغرب، ولقد اشتهر الحوالي بعد أن انتقد فتوى هيئة كبار العلماء السعودية التي أجازت الاستعانة بقوات أجنبية في حرب الخليج الثانية.ولد الحوالي عام 1375هـ في قرية حوالة في منطقة الباحة جنوب غرب الجزيرة العربية. تخرج من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. متخصص في العقيدة (فرق ومذاهب معاصرة)، وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة أم القرى في مكة. وهو رئيس قسم العقيدة بجامعة أم القرى (سابقا)، ورئيس المركز الإسلامي للبحث العلمي والترجمة (سابقا)، ورئيس الحملة العالمية لمقاومة العدوان.سافر سفر الحوالي إلى المدينة المنورة ودرس في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية وحصل على شهادته الجامعية منها، ثم أوفدته الجامعة إلى جامعة الملك عبد العزيز في مكة المكرمة والتي تحول فرعها بمكة المكرمة إلى جامعة أم القرى لإكمال دراساته العليا في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، وتعرف خلال دراسته بالأستاذ محمد قطب الذي أعطاه الملك فيصل اللجوء السياسي بالسعودية، فتأثر به خلال دراسته، وكتب رسالة الماجستير حول "العلمانية" متتبعًا أصولها وتطورها وفلسفتها وتجلياتها في العالم العربي والإسلامي، وحصل على شهادة الدكتوراه في "ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي" وأخرج الرسالتين ككتابين، وبالإضافة إلى هذين الكتابين هناك مئات المحاضرات للشيخ تشرح العقيدة الإسلامية وتربطها بالواقع، كما قدم العديد من الرسائل التوجيهية في بناء الشباب المسلم، وساهم في رعاية النشاطات الإسلامية والاجتماعية في السعودية وتنشئة آلاف الشباب المسلم على المنهج الإسلامي الصحيح المعتدل بعيدًا عن التطرف الفكري والتمييع الديني.رغم بلوغ سفر الحوالي عقده الخامس إلا إن البعض يصفه بالشخصية المرحة والجريئة، كما استطاع أن يجمع بين العلوم الشرعية والإنسانية فهو يدرس العقيدة الإسلامية ويضعها في سياق فهم قضايا الواقع، وعلى الرغم من الاتهامات التي وجهت إليه فإن الحوالي لم يلجأ إلى مهاجمة خصومه السياسيين والدينيين.في يوم الجمعة بتاريخ 3 جمادى الأول 1426هـ، الموافق 10 يونيو 2005م، أصاب الشيخ سفر الحوالي إغماء نقل على أثره إلى مستشفى النور التخصصي في مكة المكرمة، وتبين أنه يعاني من نزيف دماغي أجريت على أثره له عملية جراحية تطلبت حالته الصحية بعدها فترة طويلة من النقاهة والعلاج الطبيعي، إلى أن استقر وضعه وتحسنت حالته الصحية.شارك الحوالي مع عشرات من المفكرين والعلماء وطلاب العلم في السعودية في بناء خطاب إسلامي متكامل ومتوازن، وامتازت الحركة الإصلاحية الجديدة بالاعتدال وبطابع التكامل المنهجي والعلمي كما وصفها مؤيدو الفكر الوسطي في السعودية، وبالفعل شهدت السعودية حركة إسلامية جديدة تحدت المؤسسة التقليدية التي يقودها الشيخ عبد العزيز بن باز وقدمت خطابًا جديدًا مختلفًا تمامًا، لكن سرعان ما اصطدمت هذه الحركة بالسلطة إثر اعتراضها على الاستعانة بالقوات الأجنبية أثناء حرب تحرير الكويت فوضع الحوالي ورفاقه في السجون سنوات عديدة بعد أن شهدت البلاد موجة كبيرة من الاعتقالات طالت المئات من أنصاره.اعتقلت السلطات السعودية في 12 يوليو 2018م سفر الحوالي وأبنائه الأربعة، وقد يصفه خصومه بأحد أبرز بؤر الإرهاب، بينما وصفه مؤيدوه بسلطان العلماء. وللحوالي مواقف معروفة في اصطدامه مع الحكام مثل ما حدث في حرب الخليج إذ فاجأ الجميع بجرأته وبخطابه السياسي غير التقليدي، إذ رفض الاستعانة بالقوات الأميركية في هذه الحرب بوضوح شديد مختلفًا في الرأي مع السلطة السياسية بقيادة الملك فهد والمؤسسة الدينية بقيادة الشيخ ابن باز، وقدم رؤية سياسية وجديدة على الخطاب الإسلامي المحلي تتبع فيها تطور المخططات الغربية والأميركية لاحتلال الخليج العربي منذ حرب أكتوبر عام 1973م وألف كتبًا مهمةً تتضمن مناشدة لعلماء السعودية الكبار آنذاك (ابن باز وابن عثيمين)، تعرض خلال مسيرته لانتقادات من أنصار التيار التقليدي ومن السلفيين الجهاديين.وقد ألف الشيخ العديد من المؤلفات وصنف الكثير من المصنفات، منها: المسلمون والحضارة الغربية، العلمانية نشأتها وتطورها وأثرها (رسالة الماجستير)، ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي (رسالة الدكتوراة بإشراف الأستاذ محمد قطب)، القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى، كشف الغمة عن علماء الأمة (وعد كيسنجر والأهداف الأمريكية في الخليج)، منهج الأشاعرة في العقيدة (مؤلف صغير)، يوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب، قراءة تفسيرية لنبوءات التوراة عن نهاية دولة إسرائيل، رسالة من مكة عن أي شيء ندافع؟ (رد على خطاب المثقفين الأمريكيين الستين، والمعنون بـ(رسالة من أمريكا.. على أي شيء نقاتل؟)، الموقف الشرعي من أحداث 11 سبتمبر، الانتفاضة والتتار الجدد، مقدمة في تطور الفكر الغربي والحداثة، أصول الفرق والأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة، منهج الأشاعرة في العقيدة (كتاب كبير جديد غير الكتيب المختصر)، وتعليقه الصوتي على شرح ابن أبي العز على الطحاوية والذي كان يلقيه سنة 1405هـ وهو في الثلاثين من ريعان شبابه وهو شرح نفيس وكنز غالي يبهرك بسعة اطلاعه وبراعته في تقريب المعلومة واعتزازه بمذهب السلف وحدة فهمه، كتاب أعمال القلوب (عدة محاضرات قد تم تفريغها في كتاب)، بيان للأمة وخطاب إلى بوش، نداء لنصرة المرابطين في فلسطين، رسالة لأهل اليمن. وغيرها الكثير من المؤلفات.وقد ألف الحوالي قصائد منها: ملحمة الشام، "يا قاهر الكفر" قصيدة في المقاومة العراقية، إعلان المبادئ، طلعة المجد، وداعا يا أماه، الرحيل الأول، يا جدار الصمت، سجاح، قصيدة في الأخوة، وغيرها من القصائد.