ابن قدامة

أبو محمد

عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة

والملقب بـ

موفق الدين

أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، الشهير بابن قدامة المقدسي. أحد أئمة وشيوخ المذهب الحنبلي. مؤلف كتاب المغني ويمكن اعتباره من أكبر كتب الفقه في الإسلام والمذهب الحنبلي.ولد بجمَّاعيل (تسمى اليوم جماعين) من عمل نابلس في فلسطين في شعبان سنة 541 هـ. وفي تلك السنة قامت الحملة الصليبية الثانية بقيادة لويس السابع ملك فرنسا، وكونراد الثالث ملك ألمانيا، وبعد ذلك بثمان سنوات استولى الصليبيون على فلسطين فهاجر أحمد بن قدامة مع أسرته إلى دمشق، وطلب عبد الله العلم في دمشق، ثم في بغداد حيث رحل إليها هو وابن خالته الحافظ عبد الغني المقدسي صاحب عمدة الأحكام والمحدث الكبير، فدرسا على شيخ الحنابلة عبد القادر الجيلاني، وغيره من مشايخ بغداد، وقد خدم الموفق المقدسي المذهب الحنبلي خدمة عظيمة بمؤلفاته المفيدة، ومنها: العمدة، والمقنع، والكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل، والمغني. ولما زحف صلاح الدين الأيوبي جيوش الإسلام لتحرير فلسطين في شهر المحرم سنة 583 هـ كان الشيخ ابن قدامة في مقدمة تلك الجيوش، وشرفه الله بالمشاركة في حصار الكرك، وعكا، وفتح طبرية، ومعركة حطين، وشارك الشيخ ابن قدامة مع صلاح الدين في تحرير طبريا وعكا والناصرة ،و غيرها من البلاد في 29 جمادى الأولى، وتحرير عسقلان، وفتح القدس يوم الجمعة 27 من شهر رجب الفرد، ونصب فيها المنبر الذي أرسله نور الدين بن محمود زنكي، وكان الشيخ ابن قدامة في الثانية والأربعين من عمره، وكان يقضي وقته بين التدريس والجهاد في سبيل الله.حفظ القرآن دون سن البلوغ وحفظ مختصر الخرقي وتعلم أصول الدين، وكتبَ الخط المليح، وتتلمذ على يد كبار مشايخ دمشق وأعلامها فنبغ، ثم سافر إلى بغداد هو وابن خالته الحافظ عبد الغني المقدسي سنة إحدى وستين، وأقاما بها أربع سنوات يدرسان على شيوخها وعادا إلى دمشق.من مشايخه: أحمد بن محمد بن قدامة والده، والشيخ عبد القادر بن عبد الله الجيلى، والإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، والشيخ أبو الفتح نصر بن فتيان بن مطر ابن المَنِّيّ، والشيخ أبو المكارم بن هلال بدمشق، والشيخ أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي بالموصل، والشيخ المبارك بن الطباخ، وخديجة بنت أحمد بن الحسن النهروانية.ومن أبرز مؤلفاته: المغني في شرح الخرقي في الفقه، والكافي في الفقه، والمقنع في الفقه، والهداية، والعمدة والأخيران في الفقه، روضة الناظر وجنة المناظر في أصول الفقه وقد شرحها ابن بدران شرحاً سماه: نزهة الخاطر العاطر، وله أيضاً مختصر العلل للخلال، وغيرها كثير.توفي يوم السبت يوم الفطر عام 620 هجرية، ودفن في دمشق بجبل قاسيون خلف الجامع المظفري، وقد شيعته دمشق بجنازة حافلة، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

كتب المصنف في الموقع